هذه المشاهد لا علاقة لها بالقصف الإيراني على حيفا بل هي مصوّرة في لبنان والولايات المتحدة

تعرّضت مدينة حيفا لقصف إيرانيّ متكرّر آخره يوم الأحد، في ظلّ الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل منذ الثالث عشر من حزيران/يونيو الحالي. في هذا السياق، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر انفجاراً في مصفاة المدينة وحالة ذعر بين السكان. لكن المشاهد الواردة في هذا الفيديو قديمة ومصوّرة في لبنان والولايات المتحدة، ولا علاقة لها بالمواجهات الدائرة حالياً في الشرق الأوسط.

يظهر  الفيديو مشاهد لانفجار كبير في منطقة مطلّة على البحر. وفي المشهد الثاني عدد كبير من الأشخاص يركضون في حالة ذعر.

وجاء في التعليقات المرافقة أن هذه المشاهد مصوّرة في الأيام الماضية في حيفا.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 حزيران/يونيو 2025 عن موقع فيسبوك

ويأتي نشر الفيديو بهذا السياق فيما تتواصل المواجهات بين إيران وإسرائيل منذ الثالث عشر من حزيران/يونيو الحالي، حين بدأت الدولة العبريّة شنّ غارات على أهداف نووية وعسكرية إيرانيّة.

ومنذ ذلك الحين، تردّ إيران بسلسلة من الهجمات بالصواريخ والمسيّرات.

وكانت مدن تل أبيب الساحلية في وسط إسرائيل وبئر السبع في الجنوب وحيفا في الشمال، المناطق الثلاث الأكثر تعرضاً للاستهدافات الإيرانية.

والجمعة، أصيب 19 شخصاً بجروح، بينهم حالة حرجة، في هجمات صاروخية إيرانية استهدفت مدينة حيفا، وفق ما ذكرت الجمعة مصادر في مستشفى رمبام الواقعة في هذه المدينة لوكالة فرانس برس.

وفي 19 حزيران/يونيو، أصدرت إيران تحذيراً لسكان مدينة حيفا الإسرائيلية بالإخلاء وفق ما نقل التلفزيون الرسمي.

قبل ذلك بثلاثة أيام، قتل ثلاثة إسرائيليين في قصف إيراني لمصفاة حيفا للنفط، بحسب ما أفاد مسؤول إسرائيلي.

وبحسب مراسل وكالة فرانس برس، رصد في وقت مبكر من صباح الإثنين دخان أسود كثيف يتصاعد من المصفاة بعد ضربة يبدو أنها أصابت المجمع الصناعي الكبير حيث توجد المصفاة، بشكل مباشر.

لكن الفيديو المتداول لا علاقة له بذلك.

مشاهد قديمة من لبنان والولايات المتحدة

فسرعان ما تعرّف صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس على المشاهد الأولى منه، وهي تُظهر في الحقيقة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020. وقد تداولته آنذاك وسائل إعلام إضافة لانتشاره الواسع جداً على مواقع التواصل. (أرشيف 1 -2 -3).

ويمكن ملاحظة وجود مبنى صوامع القمح الشهير في مرفأ بيروت والذي أتى عليه الإنفجار يومذاك.

Image

أما الجزء الثاني من الفيديو، الذي يُظهر أشخاصاً يهربون، فالتفتيش عنه على محرّكات البحث يُظهر أنه منشور في مطلع آذار/مارس الماضي، ما ينفي أن يكون ذا صلة بالأحداث الجارية.

ونشرت الفيديو آنذاك وسائل إعلام أميركية قائلة إنّه مصوّر أثناء شجار وقع في مركز للمؤتمرات في دالاس أقيمت فيه مسابقة. (أرشيف 1 -2 ).

Image
صورة ملتقطة من الشاشة من موقع أن بي سي الأميركي

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا