هذا الفيديو لا يُصوّر تظاهرة معارضة للنظام في إيران حالياً بل في العام 2022

يُصوّر الفيديو من يبدو أنّهم محتجون يهاجمون سيّارات شرطة.

وجاء في التعليقات المرافقة "بدء انتفاضة شعبيّة" و"الشعب الإيرانيّ يتحرك لإنقاذ بلده من الدمار".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 19 حزيران/يونيو 2025 من موقع فيسبوك

يأتي انتشار الفيديو بهذا السياق في ظلّ الحرب المتواصلة منذ الثالث عشر من شهر حزيران/يونيو الحالي بين إيران وإسرائيل.

وتشن إسرائيل منذ 13 حزيران/يونيو هجوماً على إيران غير مسبوق من حيث حجمه، مستهدفةً على وجه الخصوص مواقع عسكرية ونووية، بهدف معلن هو منع طهران من امتلاك القنبلة الذرية. وترد الجمهورية الإسلامية التي تنفي سعيها لتطوير أسلحة ذرية، بإطلاق دفعات من الصواريخ على إسرائيل.

وفي ظلّ هذه الحرب غير المسبوقة، قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي خلال مؤتمر صحافي في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأربعاء "إن حلّ هذه الحرب وهذه الأزمة يكمن في إسقاط هذا النظام وتغييره على يد الشعب الإيراني ومقاومته".

والخميس، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين نداء مباشراً إلى "الشعب الإيراني الطيب" للوقوف ضد "الطغيان المتطرف" في طهران، قائلاً إن "نورا قد أضيء، احملوه إلى الحرية".

وفي السياق نفسه، ناشد رضا بهلوي نجل شاه إيران الراحل، قوات الأمن في البلاد الانشقاق عن الدولة التي يحكمها رجال الدين، معرباً عن أمله في الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية.

في هذا السياق، نُشر الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر احتجاجات واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في إيران.

حقيقة الفيديو

لكن هذا الفيديو قديم.

فالتفتيش عن لقطات ثابتة منه على محرّكات البحث يُظهر أنّ مشاهده منشورة في مؤسسات إعلاميّة عدّة في العام 2022، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعى ناشروه أخيرًا. (أرشيف 1 - 2 - 3).

ويُظهر الفيديو، وفق ناشريه، احتجاجات على وفاة الشابّة الكرديّة الإيرانيّة مهسا أميني البالغة من العمر حينها 22 عاماً، وهي قيد الاحتجاز بعد اعتقالها بتهمة انتهاك قواعد اللباس الإسلامي.

وأثارت وفاتها في 16 أيلول/سبتمبر عام 2022، شهوراً من الاحتجاجات التي تضمنت دعوات لإسقاط النظام الإسلامي في إيران.

وأنهت السلطات الإيرانيّة الاحتجاجات بعد حملة قمع شهدت اعتقال الآلاف، وفقاً للأمم المتحدة، ومقتل المئات برصاص قوات الأمن، وفقاً لناشطين.