هذا الفيديو مركّب ولا يظهر رسالة من محمد الحسيني إلى قائد "قسد" بل إلى أبو عبيدة عام 2024

في ظلّ عدم وضوح مسار المفاوضات بين الإدارة السورية الجديدة وقوات سوريا الديموقراطية التي يشكّل الأكراد عمودها الفقري، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه لرجل الدين اللبنانيّ المثير للجدل محمد علي الحسيني يوّجه فيه رسالة إلى قوات سوريا الديموقراطية المعروفة اختصاراً باسم "قسد" خلال مقابلة تلفزيونية. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو مركّب والحسيني كان يتوجه إلى الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة.

يظهر الفيديو الحسيني خلال مقابلة تلفزيونيّة، يُسمع فيها وهو يقول "أنا أتوجه إلى قائد قسد… سقط القناع، وسمعنا ورأينا (...)".

وأرفق المقطع الذي حصد مئات المشاركات على فيسبوك بعبارة "محمد الحسيني يوجه رسالة إلى قائد قسد: ارحل الآن".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 شباط/فبراير 2025 من موقع فيسبوك

وعُرف محمد علي الحسيني خلال الحرب في غزة ولبنان بعد "تحذيرات" أطلقها عبر وسائل إعلام لقادة في حزب الله سبقت بالفعل اغتيالهم بغارات إسرائيليّة، على غرار الأمين العام للحزب حسن نصر الله والقيادي البارز هاشم صفيّ الدين.

فيديو مركّب

إلا أن  ما جاء في المنشورات المتداولة غير صحيح، والفيديو مركّب. 

فقد أرشد التفتيش عنه عبر محركات البحث إلى نسخة أطول منشورة منذ أشهر تتضمن اللقطة نفسها، ما ينفي أن يكون المقطع حديثاً. (أرشيف)

وكان الحسيني ضيف قناة "العربية" السعودية التي نشرت الفيديو في صفحتها في موقع يوتيوب في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2024.

وتوجه الحسيني خلال المقابلة وتحديداً في الدقيقة 39:42 إلى "الملثم" في إشارة إلى الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة.

إلّا أن ناشري الفيديو في السياق المضلّل عمدوا إلى تعديل الصوت ليبدو أن الحسيني يوجّه كلامه إلى قائد "قسد".

ولا تزال قوات سوريا الديموقراطية التي يهيمن عليها الأكراد تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا وجزء من محافظة دير الزور (شرق)، وخصوصاً الضفة الشرقية لنهر الفرات، وهي مدعومة من الولايات المتحدة.

وعقب الإطاحة بحُكم عائلة الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، أعلنت السلطات الجديدة التوصل لاتفاق مع "جميع الفصائل المسلحة" يهدف إلى حلّها ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع. 

غير أن الاتفاق لا يشمل قوات "قسد"، وقال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في لقاء مع صحافيين في دمشق بينهم مراسل فرانس برس في 22 كانون الثاني/يناير إن "باب التفاوض مع قسد في الوقت الحاضر قائم وإذا اضطررنا للقوة سنكون جاهزين".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا