هذا الفيديو لا يصور جثث فلسطينيين في قطاع غزة بل هو لطقسٍ تقليديّ في إندونيسيا
- تاريخ النشر 29 أغسطس 2024 الساعة 16:26
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2024: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يظهر في الفيديو أشخاص مستلقون على الأرض، تلحّف كل منهم برداء أبيض يشبه الكفن.
وقالت المنشورات إنهم قتلى فلسطينيون في قطاع غزة.
حظي الفيديو بأكثر من مئتي ألف مشاركة من هذه الصفحة وحدها على فيسبوك في وقت ما تزال حصيلة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المستمرة منذ نحو 11 شهراً ترتفع لتبلغ 40602 قتيل على الأقل وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة اليوم الخميس.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل تسبّب بمقتل 1199 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما خُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 104 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش وفاتهم.
وقتل خلال الحرب أكثر من 1,5 في المئة من سكان القطاع الساحلي البالغ عددهم 2,4 مليون. وتعدّدت طرق الموت، منهم من قتل مباشرة ومنهم من نزف حتى الموت والبعض قضى تحت ردم المنازل وتم انتشال جثثهم والبعض الآخر ما تزال جثمانيهم تحت الأنقاض.
وشرّدت الحرب جميع سكّان شمال قطاع غزة تقريبا ومنهم من فقد أحباءه وهو بعيد عن منزله.
وعلى مدار الأشهر العشرة الماضية، رصد مراسلو وكالة فرانس برس مقابر جماعية عديدة وجثامين لفت ببطانيات ملطخة بالدماء، في حين كانت جثث أخرى ملفوفة بأكياس بلاستيكية تم ترقيمها، بعضها لم يكن من الممكن التعرّف عليه أو لم يصل أحد للمطالبة بها.
وتجري عمليات الدفن وسط الحرب وأوامر الإخلاء أو في رحلة البحث عن طعام أو ماء أو رعاية طبية، على عجالة.
كلّ ذلك يثير الشكّ في أن يكون مقطع الفيديو المتداول مصوّراً في غزّة المدمّرة. فالجثامين ممدّدة بشكل منظّم وسط صالة نظيفة ومصابيح مضاءة. أما الأكياس التي وضعت فيها الجثث فناصعة البياض وعليها كتابات بأحرف غير عربيّة.
فما حقيقة الفيديو؟
أظهر البحث عن مشاهد ثابتة من المقطع المتداول أنّه منشور على قناة في يوتيوب تدار من إندونيسيا بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر من سنة 2022 (أرشيف).
وفي هذه النسخة الأوضح، يمكن الانتباه إلى الملامح الآسيوية للأشخاص الظاهرين في الفيديو، كما يسمع فيه حديث بلغة أجنبية.
وأشار عنوان الفيديو إلى أنّه يصوّر ما يعرف بالإندونيسيّة بعرض"واتانغان" وهو أحد الطقوس الممارسة هناك والتي يقوم خلالها أشخاص بتقمص دور جثّة لأهداف روحانيّة.
على ضوء ذلك، يمكّن التعمّق في البحث باستخدام كلمات مفتاح من الوصول إلى فيديو أطول تظهر فيه المشاهد نفسها، كما يظهر الأشخاص وهم يتحركون ويستلقون على الأرض، ما يشير إلى أنّ ما يظهر في الفيديو ليس جثثاً حقيقيّة (أرشيف).
وأفادت وسائل إعلام محلية غطت الحدث أن الأمر يتعلق بعرض لطلاب مستوحى من معتقدات محلية من خلال تقمص دور جثة أو ما يسمى في اللغة المحلية واتانغان (أرشيف).
وبحسب الإعلام المحلي فإن هذا العرض حطم الرقم القياسي من حيث عدد الأشخاص المشاركين في تقمص دور الجثة الذي يهدف إلى تحرير الروح بحسب المعتقد الشعبي (أرشيف).
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا