هذا الفيديو ليس للدمار في قطاع غزّة بل لأضرار خلّفها زلزال تركيا العام الماضي

يظهر الفيديو الملتقط من الجوّ منازل وأبنية مدمّرة وركام يتصاعد منه الدخان.

وجاء في التعليقات المرافقة أنّ هذه المشاهد مصوّرة في غزّة. 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 28 آب/أغسطس 2024 عن موقع فيسبوك

يأتي تداول هذا الفيديو بعد أكثر من عشرة أشهر من القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي جرفت ودمرت البنية التحتية في القطاع المحاصر الذي يعاني من كارثة إنسانية تهدّد سكانه البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة، بالجوع والمرض. 

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل تسبّب بمقتل 1199 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

كما خُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 104 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش وفاتهم.

وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة رداً على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40534 شخصاً، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.

فيديو من زلزال تركيا

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالحرب في غزّة.

فالبحث عن لقطات منه يرشد إلى نسخٍ نشرت على موقعي تيك توك (أرشيف) وأكس (أرشيف) في شباط/فبراير 2023، قبل أشهر من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. 

وجاء في التعليقات المرافقة له أنّه ملتقط في مقاطعة هاتاي التركيّة بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد آنذاك.

على ضوء ذلك أرشد التعمّق بالبحث باستخدام كلمات مفتاح حول الزلزال باللغة التركيّة وحصر النتائج في فترة شباط/فبراير 2023، إلى النسخة الأصليّة من الفيديو منشورة ضمن تقريرٍ في موقع إخباريّ تركي (أرشيف). 

ويعود الفيديو لمصوّر تركيّ يدعى محمد كيسن نشره في صفحته الرسميّة على موقع إنستغرام في العاشر من شباط/فبراير 2023 مشيراً إلى أنّه التقطه في هاتاي (أرشيف).

وقد تواصل صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس مع المصوّر الذي أكّد أنه التقط الفيديو في مدينة أنطاكيا في التاسع من شباط/فبرارير 2023.

وكانت مقاطعة هاتاي الأكثر تضرراً من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط/فبراير 2023.

وأدّت الهزة الأرضية العنيفة التي استمرت لخمس وستين ثانية إلى مقتل أكثر من 53500 شخص طُمروا تحت أكوام من الإسمنت بعدما انهارت عليهم المباني حيث يقطنون متحولة إلى أنقاض. ودُمرت أنطاكيا القديمة الواقعة في محافظة هاتاي المتاخمة لسوريا بنسبة 90 بالمئة.

وفي سوريا سُجّل مقتل 6 آلاف شخص ما رفع حصيلة الكارثة في البلدين إلى حوالي 60 ألف قتيل، لتصبح من بين أكثر 10 كوارث حصداً للأرواح خلال المئة عام الماضية.