هذا الفيديو مصوّر قبل أشهر من مكان استهداف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق ولا علاقة له باغتيال اسماعيل هنية

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الأربعاء مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران. بالتزامن مع هذا الإعلان، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يصوّر مكان  استهداف هنيّة في العاصمة الإيرانيّة. إلا أنّ الفيديو مصوّر قبل أشهر في موقع استهداف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق في نيسان/أبريل 2024.

يصوّر الفيديو مبنى مدمّراً بالكامل يتصاعد الدخان منه ومن يبدو أنّهم فرق إنقاذ وسط الحطام. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول إنّه من "مكان استهداف القائد المجاهد أبو العبد (اسماعيل هنيّة) في طهران…".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 31 تموز/يوليو 2024 عن موقع إكس

حصد الفيديو آلاف التفاعلات منذ بدء انتشاره بالتزامن مع إعلان حركة حماس الأربعاء مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران، مشددة أن "الاغتيال لن يمر سدى".

وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني نشره موقعه الإلكتروني أن "مقر إقامة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تعرّض للقصف في طهران، ونتيجة لذلك استشهد هو وأحد حراسه الشخصيين".

وقال الحرس الثوري إنه "يجري التحقيق" في الواقعة.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق على التقارير بشأن الاغتيال.

وكان هنية قد وصل  إلى طهران الثلاثاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مجلس الشورى. وقد التقى ببزشكيان والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

حقيقة الفيديو 

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له باغتيال هنية.

فالتفتيش عنه يرشد إليه منشوراً في نيسان/أبريل على مواقع إخباريّة عدّة (أرشيف 1، 2) وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (1، 2، 3، 4) تشير إلى أنّ الفيديو مصوّر بعد القصف على القنصلية الإيرانية في دمشق الذي أوقع قتلى من الحرس الثوري. 

ففي الأول من نيسان أبريل 2024، دمّر قصف جوي إسرائيلي مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين وفق مسؤولين سوريين وإيرانيين، متسبّبًا بسقوط 13 قتيلاً على الأقلّ بينهم قياديان وعناصر بالحرس الثوري.

واستهدفت الضربة الإسرائيلية بحسب وزارة الدفاع السورية مبنى ملحقًا بالسفارة الإيرانية في حيّ المزّة في العاصمة السورية دمشق.

وعند مقارنة صورة وثّقتها عدسة مصوّري وكالة فرانس برس لمكان الضربة الجويّة في دمشق يمكن ملاحظة التطابق في المعالم مع المبنى الظاهر في الفيديو المتداول، ما يؤكّد أنّه مصوّر في سوريا لا في إيران. 

Image
صورة وزّعتها وكالة فرانس برس في 2 نيسان/أبريل 2024
Image
صورة من الفيديو المضلّل ملتقطة من الشاشة في 31 تموز/يوليو 2024 عن موقع إكس

كما يمكن العثور على صور للمبنى نفسه على خدمة خرائط غوغل (أرشيف) كما يبدو في المقارنة أدناه. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 31 تموز/يوليو 2024 عن موقع خرائط غوغل
Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 31 تموز/يوليو 2024 من الفيديو المضلّل عن موقع إكس

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا