هذه الصورة ليست لهجومٍ على طفلٍ فلسطينيّ بل لمواجهات بين الشرطة الإسرائيليّة ومستوطنين عام 2009

يواجه الفلسطينيون منذ فترة طويلة مضايقات من المستوطنين في الضفة الغربيّة المحتلّة، لكن الهجمات تصاعدت منذ هجوم حماس غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وفقاًَ للأمم المتحدة. في هذا السياق انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها لإسرائيليين يشدّون طفلاً فلسطينياً بعنف. إلا أنّ الصورة في الحقيقة تُظهر مستوطنين يحاولون إبعاد مستوطنٍ خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيليّة عام 2009. 

تبدو في الصورة مجموعة تحملُ شاباً وتحاول سحبه، ويظهر عنصر أمنٍ في الجهة المقابلة لهم. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 تموز/يوليو 2024 عن موقع أكس

وجاء في التعليق المرافق "صهاينة يحاولون تمزيق جسد طفلٍ فلسطيني". 

تصاعد هجمات المستوطنين 

يأتي تداول هذه الصورة في وقتٍ تشهد الضفّة الغربية المحتلّة تصاعداً في أعمال العنف في وقت صار يصعب فيه التمييز بين ممارسات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وذلك بتشجيع من الحكومة الحالية المؤيدة للاستيطان وفق ما يؤكد فلسطينيون ومنظمات حقوقية. 

ويهاجم المستوطنون المسلّحون الذين يرتدون أحيانًا زيّ الجيش، القرويين الفلسطينيين ويحرقون منازلهم وسياراتهم ويسرقون الماشية، وأحيانًا يكون ذلك على مرأى ومسمع الجنود.

ورصد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) 1096 هجوماً نفذها المستوطنون ضدّ الفلسطينيين في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و31  آذار/مارس في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. 

وقالت منظمة "يش دين" الإسرائيلية غير الحكومية لحقوق الإنسان والتي ترصد أيضًا الهجمات التي يرتكبها المستوطنون، إنّ عام 2023 كان بالفعل عام الذروة.

يعيش في الضفة الغربية دون القدس الشرقية أكثر من 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فلسطيني. 

وشهد التوسع الاستيطاني تسارعاً في ظل الحكومات المتعاقبة منذ احتلال الضفة الغربية لكنه تسارع بشكل حادّ في ظل الإدارات المؤيدة للاستيطان بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. 

ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 542 فلسطينيًا في الضفة الغربية على يد جنود أو مستوطنين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. 

وفي الجانب الإسرائيلي، قتل ما لا يقلّ عن 14 شخصاً في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها، وفقا للأرقام الرسمية الإسرائيلية. 

حقيقة الصورة 

إلا أنّ الصورة ليست لهجوم إسرائيليين على فلسطينيّ. 

فقد وزّعتها وكالة فرانس برس في 13 أيلول/سبتمبر عام 2009 وهي تظهر في الحقيقة مستوطنين يحاولون سحب مستوطنٍ خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيليّة آنذاك. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 تمّوز/يوليو 2024 عن موقع AFPforum

ويومذاك وقعت الصدامات إثر تدّخل الشرطة الإسرائيليّة لمنع المستوطنين من وضع مقطورة في مستوطنة عشوائية في شمال الضفّة الغربية، كما أفادت الشرطة وشهود عيان.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 تمّوز/يوليو 2024 عن موقع AFPforum
Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 تمّوز/يوليو 2024 عن موقع AFPforum

وأصيب شرطيّ بجروح طفيفة فيما اعتقل ثلاثة مستوطنين إثر المواجهات التي وقعت قرب مستوطنة هافات جلعاد العشوائية قرب قرية جيت الفلسطينية غرب نابلس. وقد بنيت هذه المستوطنة بدون إذن من الحكومة الإسرائيلية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا