هذا الفيديو لعبد الفتاح البرهان في ولاية سنار قديم ولا شأن له بمجريات المعارك هناك في الأيام الماضية

أعلنت قوات الدّعم السّريع، التي تُحارب الجيش النظامي السودانيّ منذ أكثر من عام، أنّها سيطرت السبت على عاصمة ولاية سنار ذات الأهميّة في مسار الحرب. بالتزامن مع اشتداد المعارك هناك، نشرت مواقع إخباريّة وصفحات وحسابات على مواقع التواصل فيديو قيل إنّه يُظهر وصول قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى الميدان إلى جانب قوّاته في تلك الولاية التي تربط وسط السودان بجنوبه الشرقيّ. لكن هذا الفيديو في الحقيقة مصوّر قبل ستّة أشهر على الأقلّ ولا شأن له بمجريات المعارك هناك في الأيام الماضية.

يظهر في الفيديو المتداول على مواقع التواصل من فيسبوك وأكس قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بين جنود، في حالة ترحيب وهتافات.

وجاء في التعليقات المرافقة أنّ المشاهد تُظهر وصول عبد الفتاح البرهان إلى "الميدان في سنار".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 30 حزيران/يونيو 2024 من موقع فيسبوك

وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأت هذه المنشورات تظهر على مواقع التواصل في السودان في الأيام الأخيرة من شهر حزيران/يونيو 2024، بالتزامن مع المعارك الدائرة في الولاية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو.

والسبت، أعلنت قوّات الدعم السريع أنّ قواتها سيطرت على الفرقة 17 مشاة التابعة للجيش في مدينة سنجة بولاية سنار.

وقال سكان في المدينة لوكالة فرانس برس إن "قوات الدعم السريع انتشرت في شوارع سنجة"، فيما أفاد شهود عيان بأن طائرات تابعة للجيش تحلّق في سماء المدينة إضافة إلى سماع إطلاق نيران مضادات أرضية.

وقبيل إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على سنجة، تحدّث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن اشتباكات تدور في الشوارع و"حالة من الهلع بين المواطنين الذين يحاولون الفرار". 

من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء السودانيّة السبت أن عبد الفتاح البرهان انتقل إلى ولاية سنار.

ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على هذه الولاية أن تتيح لها تشديد الخناق على بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر، حيث يتمركز الآن الجيش والمؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.

في ظلّ كلّ ذلك، ظهرت المشاهد التي ادّعى ناشروها أنّها لوصول البرهان إلى ميدان المعركة في ولاية سنار.

فيديو قديم

إلا أنّ هذا الفيديو ليس حديثاً، مثلما ادّعى ناشروه.

فالتفتيش عنه على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور في كانون الثاني/يناير الماضي، ما ينفي أن يكون حديثًا مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.

ونشرت الفيديو (أرشيف) وكالة الأنباء السودانية في 31 كانون الثاني/يناير الماضي، وقالت إنّه يُظهر استقبالاً لعبد الفتاح البرهان في مدينة سنار.

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حرباً دامية بين القوات المسلّحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.  وتؤوي ولاية سنار أكثر من مليون نازح سوداني، وهي تربط وسط السودان بجنوب شرقه الذي يسيطر عليه الجيش.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا