هذا الفيديو يعود لتظاهرة قبل أشهر أمام القنصلية الإسرائيليّة في إسطنبول

مع تصاعد الإدانات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والتظاهرات المناهضة للضربات التي استهدفت النازحين في مدينة رفح، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لمتظاهرين أتراك يحرقون مبنى القنصلية الإسرائيليّة في إسطنبول خلال الأيام الماضية. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لتحرّك هناك في تشرين الأوّل/أكتوبر 2023.

يُصوّر الفيديو مجموعة من المتظاهرين أحدهم يحمل علماً تركياً وهم يحاولون إضرام النار في أحد الأبنية. 

وجاء في التعليق المرافق "عاجل: الأتراك يحرقون القنصلية الإسرائيليّة في اسطنبول". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 31 أيّار/مايو 2024 عن موقع أكس

حظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات من صفحات عدّة خصوصاً في موقع أكس مع تصاعد الإدانات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة خصوصاً بعد اشتداد الهجوم الإسرائيليّ على رفح. 

وأدّت غارة إسرائيلية في 26 أيّار/مايو 2024 إلى إشعال النيران في مخيم يزدحم بالنازحين في حي تل السلطان في شمال غرب المدينة ما أسفر عن مقتل 45 شخصاً على الأقل وإصابة 249 آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وقال مسؤول في الدفاع المدني الفلسطيني لوكالة فرانس برس، إنّ 21 شخصاً قتلوا في غارة إسرائيلية أخرى بعد يومين "استهدفت خيم النازحين في غرب مدينة رفح" أقصى جنوب القطاع.

ونفى الجيش الإسرائيلي أن يكون شنّ غارة على "المنطقة الإنسانية" في المواصي، وهي المنطقة التي خصصها للنازحين من رفح ووجههم للتجمع فيها عندما شنّ هجومه البريّ ودخل رفح في 7 أيار/مايو.

وشهدت مدنٌ عدّة حول العالم من بينها باريس ومكسيكو تظاهرات احتجاجيّة على الهجوم الإسرائيليّ على مدينة رفح.  

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء أمام نواب في حزبه أنّ "روح الأمم المتحدة ماتت في غزة"، بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت النازحين في مدينة رفح.

وقد شهدت تركيا تحرّكاً احتجاجياً أمام القنصليّة الإسرائيليّة في إسطنبول.

إلا أنّ الفيديو المتداول أخيراً على مواقع التواصل ليس من هذه التحرّكات. 

فيديو قديم

فقد أرشد البحث إلى نسخٍ أخرى منه منشورة في صفحات ومواقع عدّة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما ينفي صلته بالتظاهرات الأخيرة. 

وقد نشرت مواقع إخباريّة عدّة محليّة وأجنبيّة مشاهد وصوراً من هذه التظاهرات تتطابق مع الفيديو المتداول

Image
مقارنة بين صورة من التظاهرات قبل أشهر والفيديو المتداول حالياً

ويومذاك أصيب العشرات بينهم عناصر شرطة بجروح خلال تظاهرات مناهضة لإسرائيل خرجت في إسطنبول بعد القصف الدامي على مستشفى في قطاع غزة. 

وتبادل الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات بقصف المستشفى الذي أسفر عن مقتل 471 شخصاً على الأقلّ وأشعل موجة احتجاجات مناهضة لإسرائيل في المنطقة.

واندلعت المناوشات بين الشرطة والمحتجين عندما حاول عدد من المتظاهرين تجاوز الحواجز الأمنية من أجل دخول مبنى القنصلية. 

وتتطابق عناصر هذه المشاهد مع محيط القنصليّة الإسرائيليّة في إسطنبول كما تبدو في خدمة خرائط غوغل. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا