هذه المشاهد لا تصوّر انفجاراً ضخماً في غزة بل انفجار مرفأ بيروت المدمّر عام 2020

مع تواصل القتال والقصف المدفعي والغارات الجوية في قطاع غزّة المهدّد بالمجاعة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادعى ناشروه أنه لانفجار ضخم في القطاع المحاصر. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو لا علاقة له بالحرب التي اندلعت قبل خمسة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، وهو في الحقيقة يعود لانفجار مرفأ بيروت المدمّر عام 2020.

يظهر في الفيديو ثلاثة مشاهد لانفجار ضخم من زوايا مختلفة وسحب دخان كبيرة تغطي المساء.

وجاء في التعليقات المرافقة "أظن أنها قنابل نووية وذريّة… يا ربّ احفظ أهلنا في غزة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الحادي عشر من آذار/مارس 2024 من موقع أكس

حصد الفيديو مئات المشاركات على فيسبوك ومنصة أكس في وقت تتواصل فيه العمليات العسكريّة في قطاع غزّة المُحاصر والمهدد بالمجاعة، حيث يتكدّس 1,5 مليون من النازحين في مدينة رفح الجنوبية في ظروف كارثية.

ولم يهدأ القتال ولا القصف المدفعي والغارات الجوية حتى في وقت السحور مع حلول شهر رمضان الاثنين في القطاع، فيما استمرت أعداد القتلى بالارتفاع مع وصول العشرات منهم إلى المستشفيات، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وبعد فشل مفاوضات التهدئة، اتهمت إسرائيل حماس "بالتشبّث بمواقفها وعدم إبداء اهتمام بالتوصل لاتفاق وبالسعي إلى إشعال المنطقة خلال رمضان". في المقابل، حمّل رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية إسرائيل مسؤولية الفشل في كلمة ألقاها لمناسبة حلول رمضان.

وقال مصدر مطلّع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة، إنه "سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة" بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان.

إلا أن الفيديو لا علاقة له بكل ذلك.

انفجار بيروت 2020

فسرعان ما تعرّف عليه صحافيو خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس.

والفيديو لا علاقة له بالحرب الدائرة في غزة وهو في الحقيقة يصوّر لحظة وقوع انفجار بيروت المدمّر في الرابع من آب/أغسطس 2020، من زوايا مختلفة.

فقد نشرت وسائل إعلامية عدّة المشهدين الأول والثاني في الفيديو المتداول غداة وقوع انفجار بيروت الضخم، كما نشرت أيضاً وكالة فرانس برس المشهد الثالث آنذاك. 

وفي ذلك اليوم عند الساعة السادسة وسبع دقائق، دوّى انفجار ضخم في بيروت، حصد أكثر من 220 قتيلاً وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 شخص بجروح، وأحدث دماراً واسعاً في المرفأ وعدد من أحياء العاصمة.

ومنذ اليوم الأول، عزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقاية إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيّن لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكناً.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا