هذا الفيديو ملتقط في الصين قبل أشهر ولم يصوَّر في غزّة حديثاً 

حذّرت الأمم المتّحدة من مجاعة "شبه حتمية" في غزّة تهدّد 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليوناً هم سكان القطاع. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أراد بعض الناشرين تسليط الضوء على هذه المجاعة قائلين إنها طالت حتى الحيوانات فنشروا مقطعاً مضلّلاً لكلب هزيل أنهكه الجوع. إلا أنّ المقطع مصوّر قبل أشهر في الصين ولا شأن له بالمعاناة والجوع في غزّة.

يصوّر الفيديو كلباً أنهكه الجوع حتى برزت عظام جسمه، وهو بالكاد قادر على السير في شارع. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "أجساد الحيوانات تحوّلت إلى هياكل عظميّة في غزّة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 8 آذار/مارس 2024 عن موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا الفيديو بعد أن حذّرت الأمم المتحدة من أن المجاعة "تكاد تكون حتمية" في غزّة.

وبدأ الأطفال في غزّة يتضوّرون جوعاً حتى الموت وتوفي ما لا يقل عن 15 طفلاً بسبب الجوع والجفاف في مستشفى واحد، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع التي تديرها حماس.

وفي جميع أنحاء غزّة، يواجه 90 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا والنساء الحوامل والمرضعات، فقرًا غذائيًا حادًا، وفقًا لتقرير صدر قبل أسبوعين عن مجموعة التغذية العالمية، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية المعنية بالتغذية وتقودها اليونيسف.

فيديو من الصين

إلا أنّ الفيديو ليس من غزة بل مصوّر في الصين قبل أشهر.

فالتفتيش عنه يرشد إلى مقاطع مشابهة نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عبر منصّة دويين الصينيّة عبر حساب يحمل اسم "هدم وترميم منازل في مدينة ووشي…".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 8 آذار/مارس 2024 عن موقع دويين

وفي التعليق المرافق كتب صاحب الفيديو أنّ "مربّية الكلب هي متسوّلة وقد لا تكون الشخص المناسب للاعتناء بالكلاب".

وأضاف "التقطت الفيديو بشكل عفويّ ولم أتوقّع أن يلفت انتباه مستخدمي الإنترنت…".

ويمكن التنبّه إلى أنّ ملامح السيّدة في الفيديو الأصلي آسيويّة، وهو ما تعمّد ناشرو الفيديو في السياق المضلّل إخفاءه.

ويظهر التعمّق في البحث أنّ صاحب الحساب نشر فيديو لعمليّة هدم من المكان نفسه، تظهر فيه شاحنة مع كتابات تبدو صينيّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا