هذه الصورة مقتطعة من فيلم وليست لجندّيتين إسرائيليّتين تعرّضتا للاغتصاب

مع تواصل العمليات العسكريّة الإسرائيليّة في قطاع غزّة، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنّها تُظهر مجنّدتين إسرائيليتين تعرّضتا للاغتصاب والترهيب في وحدتهما العسكريّة أثناء الحرب الدائرة حالياً منذ السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالصورة مقتبسة من مشهد في فيلم عُرض عام 2014.

تظهر في الصورة شابتان بلباس عسكريّ، وعلى وجه كلّ منها ما يبدو أنّها كدمات.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الشابتين مجنّدتان في الجيش الإسرائيليّ تعرّضتا لاغتصاب جماعيّ وترهيب لعدم البوح بما جرى معهما.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السادس من آذار/مارس 2024 من موقع أكس

اتهامات بالعنف الجنسي

ومنذ هجوم حركة حماس الذي لم يسبق له مثيل على الدولة العبريّة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كثُر الحديث عن اعتداءات جنسيّة نُسبت لكلا الطرفين.

فسرعان ما اتّهمت إسرائيل حركة حماس بارتكاب عمليات اغتصاب لنساء إسرائيليات، وذلك في هجومها الذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسميّة.

وفي الرابع من آذار/مارس الجاري، أورد تقرير للأمم المتحدة أن ثمة "أسباباً وجيهة للاعتقاد" أن أعمال عنف جنسي، بينها عمليات اغتصاب، ارتكبت خلال هجوم حماس، من دون تحديد عددها، وهو ما نفته الحركة الفلسطينيّة.

في المقابل، وفي اليوم نفسه، دعت خبيرات حقوقيات أمميّات إلى إجراء تحقيق مستقلّ في انتهاكات إسرائيلية يشتبه بأنها ارتُكبت بحق نساء وفتيات فلسطينيات، بما في ذلك القتل والاغتصاب والاعتداء الجنسي، في قطاع غزّة وفي الضفّة الغربيّة المحتلة، وهو ما نفته إسرائيل.

لكن أي تقرير عمّا تضّمنه المنشور لم يصدر عن أي مصدر ذي صدقيّة، بحسب صحافيي وكالة فرانس برس في القدس، علماً أن تقارير إسرائيلية تحدّثت في أوقات سابقة عن اعتداءات جنسيّة وقعت بين الجنود بحقّ مجنّدات.

حقيقة الصورة

إزاء ذلك، سرعان ما أرشد التفتيش عن الصورة على محرّكات البحث أنّها منشورة على مواقع إخبارية وعلى مواقع متخصّصة بالسينما منذ العام 2014.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة من موقع صحفية نيويورك تايمز

وبحسب المواقع الناشرة، هذه الصورة مقتطعة من فيلم إسرائيلي ساخر صدر في ذلك العام.

ويروي الفيلم قصّة مجنّدات إسرائيليات يخدمن في الصحراء وينتظرن بفارغ الصبر العودة إلى حياتهن المدنيّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا