هذا الفيديو لا يُظهر غرق سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون بل إغراق سفينة قبالة سواحل البرازيل عام 2020

تزامنًا مع تعرّض سفينة بريطانية لهجوم جديد في منطقة البحر الأحمر في 19 شباط/فبراير 2024، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يصوّر غرق هذه السفينة بعد استهدافها. إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بالهجمات التي ينفّذها الحوثيون في البحر الأحمر منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بل يعود لإغراق سفينة بعد أشهر من جنوحها قبالة سواحل البرازيل عام 2020.

يصوّر الفيديو سفينة وهي تغرق في وسط البحر. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "لحظة غرق السفينة البريطانية بعد استهدافها على يد حركة أنصار الله اليمنية".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 شباط/فبراير 2024 عن موقع إكس

حصد الفيديو مئات آلاف التفاعلات والمشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء انتشاره بالتزامن مع إعلان الحوثيين في بيان أنهم استهدفوا "سفينةً بريطانيةً في خليجِ عدن +RUBYMAR+ وذلكَ بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ".

وكانت شركة "أمبري" أشارت إلى تعرّض "سفينة شحن ترفع علم دولة بليز، مسجّلة في المملكة المتحدة وتشغّلها جهة لبنانية لهجوم" في مضيق باب المندب مشيرةً إلى أنها اطلعت على "تقارير تفيد بأن الطاقم غادر السفينة وأنقذته سفينة تجارية أخرى".

من جهة أخرى، قال الحوثيون "حرصنا خلال العملية على خروج طاقم السفينة بأمان".

وإذ أكد الحوثيون أن السفينة أُصيبت "إصابة بالغة" نتيجة عمليتهم ما أدى إلى "توقفِها بشكلٍ كامل" وهي "معرضة الآن للغرق"، لفتت "أمبري" إلى أن "في الأيام التي سبقت الحادثة، بين 16 و18 شباط/فبراير، كانت السفينة تنحرف بنمط يشير إلى إمكانيّة وجود فشل في المحرك". وقالت "لم يتّضح حتى وقت كتابة هذا التقرير سبب توقف السفينة".

ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

في محاولة ردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 كانون الثاني/يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق كان آخرها الأحد.

وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة".

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بالتطورات كلّها في البحر الأحمر.

فالتفتيش عنه يرشد إليه منشوراً في شباط/فبراير 2020 عبر مواقع عدّة ما ينفي أن يكون له علاقة بالسفينة البريطانيّة التي استهدفها الحوثيون في 19 شباط/فبراير 2024.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 شباط/فبراير 2024 عن موقع gcaptain.com

وتشير المواقع الناشرة للفيديو إلى أنّه يصوّر إغراق سفينة بعد أشهر من جنوحها قبالة سواحل البرازيل عام 2020.

   

وكانت السفينة التي ترفع علم جزر مارشال محمّلة بالحديد الخام وانطلقت من البرازيل متجّهة إلى الصين.

ونشر موقع Marine traffic المتخصّص بحركة السفن المعلومات الخاصة بالسفينة والصورة التي توثّق غرقها.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا