هذه الصور لا تُظهر نقل حشود مصريّة للحدود مع غزّة في الأيام الماضية بل هي مصوّرة في أشهر وسنوات سابقة

في ظلّ المخاوف من عمليّة عسكريّة إسرائيليّة على مدينة رفح على الحدود مع مصر، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قيل إنّها تُظهر تعزيزات عسكريّة مصريّة متجّهة إلى الحدود، لكن هذه الصور في الحقيقة قديمة ولا شأن لها بالمخاوف من هجوم برّي إسرائيلي على رفح حالياً.

تُظهر الصور قطعاً عسكريّة من بينها ناقلات ضخمة ومدرّعات وقاذفات صواريخ وطائرة نفّاثة.

وجاء في التعليقات المرافقة إن هذه الصور تُظهر نقل معدّات وأسلحة مصريّة ثقيلة إلى الحدود مع قطاع غزّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 شباط/فبراير 2024 من موقع فيسبوك

ويأتي ظهور هذه المنشورات فيما تتصاعد المخاوف من هجوم برّي إسرائيلي على مدينة رفح التي تؤوي 1,4 مليون شخص.

ويثير احتمال شنّ هجوم من هذا النوع قلقاً كبيراً في الخارج.

والثلاثاء، دعت الصين إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية في أقرب وقت ممكن وبذل كل الجهود الممكنة لتجنّب سقوط ضحايا مدنيين أبرياء.. لمنع كارثة إنسانية أكثر خطورة في منطقة رفح".

والاثنين، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنّ العالم "لا يمكنه تحمّل (عواقب) هجوم إسرائيلي" على رفح، لافتاً إلى "وضع أصلاً لا يطاق لأكثر من مليون شخص تم دفعهم نحو (هذه المدينة الحدودية مع مصر) منذ أن بدأت الحرب".

وتعارض الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، شن عملية واسعة النطاق دون ضمان سلامة المدنيين العالقين على الحدود المغلقة مع مصر في أقصى جنوب القطاع.

تنديد مصري بتصريحات إسرائيليّة

والاثنين، ندّدت مصر بما اعتبرته تصريحات "تحريضية" وغير مسؤولة" أدلى بها وزير المال الإسرائيلي وحمّل فيها القاهرة "مسؤولية كبيرة" عن هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي شنته حماس داخل إسرائيل.

وخلال اجتماع الإثنين مع حزبه اليميني المتطرف، أعلن الوزير بتسلئيل سموتريتش أن "المصريين يتحملون مسؤولية كبيرة بالنسبة إلى (ما حصل في) السابع من تشرين الاول/اكتوبر"، بحسب ما نقلت إذاعة كان الإسرائيلية العامة.

وقال سموتريتش إن "قسماً كبيراً من أسلحة حماس يمرّ عبر مصر" التي تتقاسم حدوداً مع قطاع غزّة بطول 12 كيلومتراً.

وردّ السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية على هذا الموقف، معتبراً أنه "من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المال الإسرائيلي سموتريتش في إطلاق تصريحات غير مسؤولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة".

في هذا السياق، انتشرت هذه الصورة التي قيل إنّها لتعزيزات مصريّة متّجهة إلى الحدود مع قطاع غزّة.

حقيقة الصور

لكن هذه الصور كلّها قديمة، وهي بالتالي لا تُظهر حشوداً مصريّة في الساعات الماضيّة مثلما توحي المنشورات، رغم أن وسائل إعلام عربيّة وغربيّة تحدّثت بالفعل عن تعزيزات مصريّة إضافيّة في الساعات والأيام الماضية.

فالصورة الأولى، التي تُظهر ناقلات مدرّعات، نشرتها وكالة "أسوشيتد برس" في العام 2012، وهي ملتقطة في منطقة العريش وتحديداً في التاسع من آب/أغسطس من ذلك العام.

Image

والصورة الثانية، نشرتها مواقع إخباريّة عربيّة في العام 2017، وتحديداً في 23 تموز/يوليو من ذلك العام، مرفقة بأخبار عن افتتاح قاعدة عسكريّة في مصر.

Image

والصورة الثالثة نشرتها وكالة فرانس برس في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهي تُظهر مدّرعات للجيش المصري حينها قرب الحدود المصرية مع غزّة.

Image
صورة وزّعتها وكالة فرانس برس في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهي مصوّرة على الحدود بين مصر وقطاع غزّة (AFP / KHALED DESOUKI)

أما الصورة الرابعة، التي تُظهر طائرة حربيّة على مدرج، فهي منشورة على موقع لمصوّر صحافي قال إنّها مصوّرة في 15 كانون الثاني/يناير من العام 2020 في مصر.

Image

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا