هذا الفيديو لا يُظهر قصف مدرسة الفاخورة في شمال غزّة بل مبنى في وسط القطاع

يصوّر الفيديو من يبدو أنّه جنديّ يراقب شاشة يظهر فيها مبنى. ثم يبدأ عدّاً عكسيّاً باللغة العبريّة، قبل أن ينفجر المبنى.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يُظهر قصف الجيش الإسرائيلي لمدرسة الفاخورة في جباليا في شمال قطاع غزّة في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي أسفر وفقاً لوزارة الصحّة التابعة لحكومة حماس عن مقتل ما لا يقلّ عن خمسين شخصاً.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في السادس من كانون الأول/ديسمبر2023 من موقع إكس

ويأتي انتشار الفيديو بهذا السياق فيما تتواصل العمليات العسكريّة الإسرائيلية على قطاع غزّة منذ الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي وأسفر - وفقاً للسلطات الإسرائيليّة - عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين.

ومنذ ذلك الحين، تشنّ إسرائيل حملة عسكريّة على قطاع غزّة المحُاصر، أسفرت - وفقاً لوزارة الصحّة في غزّة - عن مقتل 16248 شخصاً بحسب آخر حصيلة الثلاثاء.

وفي التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، قال مسؤول في وزارة الصحّة في غزّة لوكالة فرانس برس إن "ما لا يقل عن 50" شخصا قُتلوا في قصف استهدف فجراً مدرسة الفاخورة التي تديرها الأمم المتّحدة في مخيّم جباليا في شمال القطاع.

ودان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الغارات "المروعة" على مدارس للوكالة في قطاع غزة تؤوي نازحين.

وقال لازاريني عبر منصة "إكس" إنه يتلقى "صوراً مروّعة ولقطات للعديد من القتلى والجرحى في مدرسة أخرى للأونروا تؤوي آلاف النازحين في شمال قطاع غزة".

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا يُظهر قصف هذه المدرسة، مثلما ادّعت المنشورات.

وبتتبّع تعليقات المستخدمين على هذا الفيديو الذي لم يُعرف من نشره أول مرّة، أمكن تحديد موقعه في قرية جحر الديك، وهي قرية زراعيّة واقعة في وسط قطاع غزّة، ولا شأن له بمبنى مدرسة الفاخورة الواقع في جباليا في شمال القطاع.

Image

صورة من الأقمار الاصطناعيّة للمبنى في جحر الديك متوفرة على خدمة غوغل

Image

صورة ملتقطة من الشاشة من الفيديو المتداول لتفجير المبنى

إضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة الاختلاف في الملامح بين المبنى الظاهر في الفيديو، ومبنى مدرسة الفاخورة كما ظهرت في الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعيّة:

ادّعاء مضلّل آخر

ونُشر الفيديو أيضاً على حساب عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، مرفقاً بادّعاء مضلّل آخر، وهو "أنّ الفيديو يُظهر تدمير مبنى المجلس التشريعي التابع لحماس في غزّة".