هذا الفيديو المنشور على أنّه لاختراق قناة بث إسرائيليّة مركّب

مع تواصل القصف الإسرائيلي المركّز على قطاع غزّة والمعارك الضارية هناك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس، تتواصل التظاهرات وحملات التضامن مع سكان القطاع المُحاصر. بالتزامن مع ذلك، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يقول ناشروها إنها تُظهر تمكّن قراصنة معلوماتية عرب من اختراق بثّ قنوات إسرائيلية وعرض محتوى مؤيّد للفلسطينيين على شاشتها على غرار هذا الفيديو الذي زعم ناشروه أنّه لاختراق قرصان مصريّ قناة إسرائيلية. صحيح أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت عن تعرّضها لهجمات إلكترونية في الأسابيع الماضية لكن هذا الفيديو، وعلى غرار فيديوهات أخرى ظهرت أخيراً، مُركّب.

يصوّر الفيديو مراسلاً على قناة إسرائيلية حيث تبدو كتابات عبريّة في أسفل الشاشة. بعد ذلك، ينقطع البث ويظهر العلم الفلسطيني مع النشيد الفلسطيني.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يُظهر نجاح قرصان معلوماتيّة مصري في اختراق بثّ محطة تلفزيونية إسرائيلية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما تتواصل حملات التضامن في العالم وخصوصاً في العالم العربي مع سكّان قطاع غزّة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي مركّز منذ هجوم حماس الذي لم يسبق له مثيل على الدولة العبريّة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأوقع هجوم حماس، وفقاً للسلطات الإسرائيلية، أكثر من 1400 قتيل، واحتُجز 203 أشخاص كرهائن.

أما في قطاع غزّة المُحاصر منذ أكثر من عقد ونصف العقد، فقد أسفر القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحّة التابعة لحكومة حماس، عن 10,569 شخصاً، معظمهم من المدنيين وبينهم 4,324 طفلاً.

حقيقة الفيديو المتداول

صحيح أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت في الأسابيع الماضية عن تعرّضها لهجمات إلكترونيّة، لكن الفيديو المتداول لا شأن له بذلك، بل هو مركّب.

فالنسخة الأصليّة من الفيديو منشورة في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ويمكن ملاحظة أن هذا الفيديو الأصليّ لم ينقطع ولم يتعرّض لتشويش أو أي اضطراب، بل استمرّ على نحو عادي، ما يشير إلى أن الفيديو المتداول على مواقع التواصل قد جرى التلاعب به.

أما الفيديو المركّب فظهر للمرّة الأولى بعد يوم من هذا البث، بحسب ما وقع عليه صحافيو فرانس برس.

وظهرت في الأسابيع الأخيرة ادّعاءات كثيرة مماثلة باختراق وسائل إعلام إسرائيلية، تبيّن لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أنها غير صحيحة.

وتكثر المنشورات المضلّلة على مواقع التواصل العربيّة حول الحرب في غزّة، سواء لإبداء التضامن، أو لمجرّد حصد التفاعلات في ظلّ اهتمام عربي وعالمي واسع بمسار الأحداث.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا