هذا الفيديو الذي قيل إّنه يُظهر قرصنة قناة إسرائيلية مركّب

مع تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزّة منذ هجوم حركة حماس المباغت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تظاهر الآلاف في مدن عربيّة عدّة تعبيراً عن تضامنهم مع سكان القطاع المُحاصر منذ أكثر من عقد ونصف العقد فيما تحتلّ منشورات التضامن صفحات مواقع التواصل العربيّة. في ظلّ حالة التعبئة هذه، نشرت صفحات مقطع فيديو قيل إنّه يُظهر تعرّض محطة تلفزيون إسرائيلية للقرصنة من شاب يمني. صحيح أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت عن تعرّضها لهجمات إلكترونية في الأسابيع الماضية، لكن هذا الفيديو المتداول غير صحيح، بل هو مركّب.

يظهر في الفيديو المتداول في الأيام الماضية على موقعي فيسبوك وتويتر ما يبدو أنّه مشهد مصوّر من شاشة تلفزيون يظهر فيها ما يبدو أنّها مقابلة على تلفزيون عبري مع عنوان باللغة العبريّة "اليوم الحادي والعشرون للحرب".

بعد ذلك، ينقطع البثّ وتظهر عبارات معادية لإسرائيل، بحسب ما يوحي المقطع.

وجاء في التعليقات المرافقة "قرصان معلوماتية يمني يخترق قناة إسرائيلية في البثّ المباشر".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 من موقع فيسبوك

حصدت هذه المنشورات عشرات آلاف المشاهدات على مواقع التواصل باللغة العربية، فيما تتواصل حملات التضامن في العالم وخصوصاً في العالم العربي مع سكّان قطاع غزّة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي مركّز منذ هجوم حماس الذي لم يسبق له مثل على الدولة العبريّة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأوقع هجوم حماس، وفقاً للسلطات الإسرائيلية، أكثر من 1400 قتيل، واحتُجز 203 أشخاص كرهائن.

أما في قطاع غزّة المُحاصر منذ أكثر من عقد ونصف العقد، فقد أسفر القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحّة التابعة لحكومة حماس، عن تسعة آلاف قتيل.

حقيقة الفيديو المتداول

صحيح أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت في الأسابيع الماضية عن تعرّضها لهجمات إلكترونيّة، لكن الفيديو المتداول لا شأن له بذلك، بل هو مركّب.

فقد أرشد التفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو على محرّكات البحث إلى البرنامج نفسه منشوراً على موقع القناة الإخبارية 13 في إسرائيل.

ويمكن ملاحظة أن بثّ المحطّة لم يتعرّض للقطع أو التشويش، بل استمرّ على نحو عادي، ما يشير إلى تعديل طرأ على النسخة المتداولة على مواقع التواصل للإيهام بوقوع هجمة إلكترونيّة ناجحة.

وتكثر المنشورات المضلّلة على مواقع التواصل العربية حول الحرب في غزّة، سواء لإبداء التضامن، أو لمجرّد حصد التفاعلات في ظلّ اهتمام عربي وعالمي واسع بمسار الأحداث.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا