هذا الفيديو الذي يظهر فيه أب يُضحك ابنته عند سماع صوت القذائف ليس من غزّة بل من سوريا قبل ثلاث سنوات

تواصل إسرائيل قصفها المركّز على قطاع غزّة المُحاصر عقب الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. في هذا السياق، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنّه لأب فلسطينيّ يُحاول إضحاك ابنته عند سماع صوت القصف للتخفيف من خوفها. إلا أن الفيديو في الحقيقة مصوّر في سوريا قبل ثلاث سنوات.

يظهر في الفيديو رجل وطفلة صغيرة تبدأ بالضحك عند سماع صوت انفجار.

وعلّق الناشرون بالقول "أب فلسطينيّ يطلب من ابنته الضحك كلما سمعت القصف الإسرائيليّ كي لا تخاف".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع فيسبوك

يأتي تداول هذا الفيديو في وقت يتواصل فيه ردّ إسرائيل على هجوم غير مسبوق نفذه مئات من عناصر حركة حماس داخل أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بحملة قصف مركز على قطاع غزة وحشد قوات تحضيراً لهجوم بري.

وقُتل أكثر من سبعة آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نحو 3000 طفل جراء القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وقتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم الحركة، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما احتجز عناصر حماس بحسب الجيش الإسرائيلي 224 شخصاً رهائن بينهم أجانب، وأطلقوا سراح أربع نساء منهم إلى الآن.

ويحذّر الجيش الإسرائيلي منذ 15 تشرين الأول/أكتوبر سكان شمال قطاع غزة بوجوب إخلاء المنطقة والتوجه جنوبا، فيما نزح ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة منذ بداية الحرب، حسب الأمم المتحدة.

غير أنّ الضربات تطال أيضاً جنوب القطاع حيث يتجمع مئات آلاف المدنيين.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا شأن له بكل ذلك.

فقد أرشد التفتيش عنه بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة إليه منشوراً على يوتيوب وضمن تقارير لوسائل إعلامية عدّة عام 2020 على أنه لأب سوري يعلّم ابنته كيف تتغلب على الخوف من صوت القذائف.

وكانت وكالة فرانس برس أجرت حينها حواراً مصوراً مع الأب يحكي فيه عن طريقته التي ابتكرها لمواجهة خوف طفلته عند سماع دوي القذائف في شمال غرب سوريا.

وآنذاك، كان النظام السوري يشنّ منذ أشهر عملية عسكرية بدعم من الطيران الروسي في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حيث تهيمن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) فضلاَ عن فصائل معارضة وإسلاميّة أخرى.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا