هذا الفيديو مصوّر في مخيّم للاجئين السوريين في لبنان قبل سنوات ولا علاقة له بغزّة

كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة ليل الأحد الاثنين بعد أكثر من أسبوعين على اندلاع الحرب بينها وبين حركة حماس، وتستمرّ حصيلة القتلى في الارتفاع، بينما تتزايد المطالب بدخول مساعدات بانتظام إلى القطاع المحاصر. في هذا الإطار ظهر على مواقع التواصل فيديو زعم ناشروه أنّه لأطفالٍ يبحثون عن طعامٍ بين الأنقاض في غزّة. إلا أنّ الفيديو في الحقيقّة مصوّر في شمال لبنان عام 2021 بعد حريقٍ طال مخيماً للاجئين السوريين هناك.

يُظهر الفيديو أطفالاً يحاولون انتشال أكياسٍ من الحبوب والمواد الغذائيّة من بين أغراضٍ محترقة وأنقاض.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 23 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع أكس

وجاء في التعليق المرافق "بعد وقف إرسال الطعام إليهم … أطفال غزة يبحثون عن الطعام في أنقاض المنازل".

مطالبات دولية بمساعدات إضافية

حظي الفيديو بملايين المشاهدات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك في ظلّ مطالبات دوليّة بدخول مساعدات إضافيّة إلى القطاع المحاصر.

وشدّدت إسرائيل حصارها على القطاع منذ بدء الحرب، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء. ويومي السبت والأحد، دخلت قافلتا مساعدات من مصر إلى غزّة عبر معبر رفح الحدودي، لكن منظمات دوليّة أكدت أن كميتها غير كافية بتاتاً مقارنة بحاجات سكان القطاع.

وشنّت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوماً على إسرائيل هو الأعنف في تاريخ الدولة العبرية التي ردّت بقصف مركّز متواصل على قطاع غزة وحشدت عشرات الآلاف من جنودها على حدوده استعداداً لعملية برية.

وتجاوزت حصيلة القتلى في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل الخمسة آلاف معظمهم مدنيون وبينهم 1873 طفلاً ، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس ، فيما قتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم الحركة، حسب السلطات الإسرائيلية.

فيديو قديم من لبنان

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك.

فقد أرشد البحث باستخدام العلامة المائيّة الظاهرة عليه إلى حسابٍ في موقع تيك توك نشر الفيديو نفسه في تموز/يوليو عام 2021.

وجاء في التعليق المرافق له "من حريق مخيّم بحنين المنية (شمال البلاد)".

ونشرت في الحساب نفسه مشاهد أخرى تظهر آثار الحريق في مخيّم للاجئين السوريين في البلدة.

وتعرّض هذا المخيّم لعدّة حوادث اشتعلت فيها النيران، سواء بشكل متعمّد أو بشكل عرضي، منها في العام 2020 ومنها في العام 2021. وكثيراً ما نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل مشاهد من هذه الحرائق.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا