هذا الفيديو لا يصوّر اندلاع حرائق في تل أبيب بل في الصين عام 2015

شنّت إسرائيل غارات مكثّفة على قطاع غزة بين ليل الأحد وصباح الاثنين بعد أكثر من أسبوعين على اندلاع حرب بينها وبين حركة حماس، وسط ارتفاع ضخم في حصيلة القتلى. في هذا الإطار، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادعى ناشروه أنه يُظهر احتراق تل أبيب رداً على قصف غزّة. إلا أن الادّعاء غير صحيح، فالفيديو في الحقيقة يعود لحريق مستودع للمواد الكيميائيّة في الصين عام 2015.

يظهر في الفيديو الملتقط ليلاً حريقٌ ضخم يتوهّج في سماء إحدى المدن.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 تشرين الأول/اكتوبر 2023 من موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق "تل أبيب تحترق بصواريخ كتائب القسام رداً على المجازر التي ارتكبتها..".

غارات إسرائيلية مكثّفة على قطاع غزة

بدأ انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصداً مئات المشاركات على فيسبوك في وقت تواصل فيه إسرائيل شنّ غارات مكثفّة على قطاع غزة بعد أكثر من أسبوعين على اندلاع حرب بينها وبين حركة حماس، وسط ارتفاع ضخم في حصيلة القتلى.

وتواصل اسرائيل التحضير لهجوم بري أكدت أن هدفه "القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة منذ العام 2007، في وقت تحذّر أطراف دولية وإقليمية من اتساع نطاق النزاع.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس ظهر الاثنين أن حصيلة القتلى في القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ بدء الحرب تخطت الخمسة آلاف قتيل، معظمهم مدنيون، وبينهم 2055 طفلاً.

وكان قصف مكثف استهدف مناطق مختلفة في قطاع غزة خلال الليلة الماضية وحتى صباح الاثنين، ما أوقع سبعين قتيلاً، وفق المكتب الإعلامي الحكومي لحماس.

وشنت حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوماً على إسرائيل هو الأعنف في تاريخ الدولة العبرية وقتل فيه أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم الحركة، حسب السلطات الإسرائيلية.

ووفق آخر الأرقام الصادرة عن الجيش الإسرائيلي الإثنين، اقتادت الحركة معها 222 شخصاً رهائن وبينهم أجانب.

فيديو قديم من الصين

إلا أن الفيديو لا علاقة له بالحرب بين إسرائيل وحماس.

فسرعان ما تعرّف صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس إليه إذ سبق أن انتشر سابقاً في سياقات مضللة.

ويعود الفيديو في الحقيقة لحريق اندلع في مصنع مواد كيميائية في تيانجين الصينية قبل سنوات، وقد نشرته مواقع إخبارية عدّة بتاريخ 14 آب/أغسطس 2015.

وآنذاك لقي سبعة عشر شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب أكثر من 400 آخرين بجروح في سلسلة انفجارات هائلة وقعت في مخزن يحوي شحنة متفجرات في مدينة تيانجين الساحلية في شمال الصين.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا