هذه الصورة لا تُظهر نزوحاً لسكان جنوب لبنان في الأيام الماضية بل هي مصوّرة عام 2021

أثار التوتّر بين إسرائيل وحزب الله بعد شنّ حماس هجوماً مباغتاً ضد إسرائيل السبت، مخاوف سكان البلدات الحدودية اللبنانية من تداعياته، ما دفع بالمئات منهم إلى النزوح شمالاً. وفي هذا الإطار، انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروها أنها لزحمة سيارات على الطريق باتّجاه بيروت نتيجة هذا النزوح. صحيح أن الصورة ملتقطة في لبنان، ولكن لا علاقة لها بالتطوّرات الأخيرة، وهي في الحقيقة من عام 2021.

يظهر في الصورة المصوّرة ليلاً زحمة سير خانقة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 12 تشرين الأول/اكتوبر 2023 من موقع فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة أنها تُظهر حركة نزوح كثيفة من الجنوب باتّجاه العاصمة.

نزوح من جنوب لبنان بعد القصف الإسرائيلي

بدأ انتشار هذه الصورة في هذه الصيغة على مواقع التواصل ومواقع إخبارية عقب تبادل حزب الله وإسرائيل القصف الحدودي منذ الأحد، أي غداة تنفيذ حركة حماس هجومها غير المسبوق على المناطق المتاخمة لقطاع غزّة المحاصر.

وقد أثار تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل مخاوف سكان البلدات الحدودية من تداعياته، ودفع بالمئات منهم إلى النزوح.

وتعرّضت أطراف بلدات لبنانيّة حدودية عدة، لقصف مدفعي إسرائيلي وفق مراسلي فرانس برس.

وعرف سكان البلدات الحدودية التي كانت تحت الاحتلال من قبل إسرائيل على مدى 22 عاماً حتى انسحابها عام 2000، تجربة النزوح مراراً خصوصاً خلال حرب تموز/يوليو 2006.

زحمة سير عام 2021

إلا أن الصورة لا علاقة لها بما يجري أخيراً على الحدود بين لبنان وإسرائيل، بل هي قديمة.

فقد أظهر التفتيش عنها عبر محركات البحث أنها منشورة في مواقع محليّة في 16 آذار/مارس 2021، ما ينفي أن تكون الصورة حديثة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023 من موقع صحيفة النهار اللبنانية

وقالت المواقع الناشرة إن الصورة تُظهر زحمة في ذلك التاريخ على الطريق البحرية بين بيروت والجنوب، بعد وقوع شجار كبير تخلّله تحطيم سيّارات وأعمال شغب، إثر محاولة عددٍ من المحتجّين قطع الطريق احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصاديّة، وفق ما أفادت وسائل إعلام محليّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا