هذه الصورة لاحتراق مستودعٍ في أوكرانيا ملتقطة قبل تفجير جسر القرم

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة ادّعى ناشروها أنّها تظهر تعرّض مقرّ شركة مستحضرات تجميل أوكرانيّة لقصفٍ روسيّ بعد أن رحّب حساب الشركة على موقع إنستغرام بتفجير جسر القرم. إلا أنّ الصورة في الحقيقة ملتقطة قبل أشهر من تفجير جسر كيرتش الرابط بين روسيا وشبه الجزيرة القرم.

يتضمّن المنشور صورتين الأولى لجسرٍ مدمّر جزئياً كتبت عليها بعض العبارات والثانية لمبنى يحترق. وجاء في التعليق المرافق "أكّدت وكالة صحافية أن أحد الصواريخ الروسية استهدف مستودع شركة مستحضرات تجميل أوكرانية، بعد أن رحّبت بالهجوم الإرهابي على جسر القرم على شبكات التواصل الاجتماعي".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 13 تشرين الأول/أكتوبر 2022 عن موقع فيسبوك

حظيت الصورة بعشرات المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً المؤيّدة منها للسياسة الروسيّة.

تفجير جسر القرم

وبدأ انتشار هذه الصورة على خلفيّة التفجير الذي استهدف الجسر الرابط بين شبه جزيرة القرم والبرّ الرئيسي الروسي الأسبوع الماضي.

ويُعدّ جسر كيرتش منشأة أساسية ورمز ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وشيّد بتكلفة كبيرة وافتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018.

وقد اتّهم بوتين أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الانفجار، واصفاً ما حصل بأنه "عمل إرهابي" ضد منشأة رئيسية في البنى التحتية.

وامتنع الجيش الأوكراني والأجهزة الخاصة الأوكرانية عن نفي أو تأكيد مسؤوليتها، واكتفى الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالاستهزاء بالمسألة في فيديو سخر فيه من الطقس "الغائم" و"الحار" في القرم، في إشارة إلى الحريق الذي اندلع على الجسر إثر الانفجار.

مقاطعة منتجات

وقد نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسيّة أنّ متاجر روسيّة عدّة سحبت منتجات علامة Lamel التجاريّة من متاجرها، وذلك بعد أن رحّب حساب الشركة البريطانيّة، التي أسّستها الأوكرانيّة ناتاليا لارومنكو، بتفجير جسر القرم.

صورة قديمة

لكنّ الصورة المتداولة على أنّها لاستهداف مقرّ الشركة خلال القصف الروسيّ على العاصمة الأوكرانيّة بعد تفجير جسر القرم، قديمة.

فقد أرشد التفتيش إليها منشورة في حسابات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مواقع إخباريّة في مطلع شهر آذار/مارس 2022، أي قبل أكثر من ستة أشهر على تفجير جسر القرم.

وجاء في النصوص المرافقة لها أنّها تظهر احتراق مخزنٍ تابع لشركة ماري كاي الأميركيّة المنتجة لمستحضرات التجميل على بعد عشرات الكيلومترات من كييف في الأسابيع الأولى للحرب. ويمكن العثور على مقاطع فيديو تظهر احتراق هذه المستودعات.

ويومها نقل مراسلو فرانس برس عن سكّان مدينة إيربين أنّ دبّابات روسية اجتاحت المكان ودمّرت منشأة تخزين تستخدمها الشركة الأميركية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا