سيارات تحمل لوحات روسيّة تنتظر عبور الحدود الروسية الفنلندية عند معبر لابينراتا في 22 أيلول/سبتمبر 2022 ( ليهتيكوفا / لوري هينو)

الفيديو المتداول لطوابير سيارات تعبر الحدود الروسيّة باتجاه فنلندا قديم ولا علاقة له بقرار التعبئة في روسيا

بالتزامن مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء "تعبئة جزئيّة"، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنه لطوابير سيارات الروس الهاربين من روسيا على الحدود الفنلنديّة. إلا أنّ الادعاء خطأ، فالفيديو منشور قبل قرار التعبئة، في حين أعلن مسؤولو الحدود الفنلنديون أن صفوف السيارات على الحدود مقبولة رغم ارتفاع نسبتها في الأيام الأخيرة.

يصوّر الفيديو طوابير طويلة من السيارات يقف بعض من أصحابها إلى جانبها. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول إنه ملتقط "على الحدود بين روسيا وفنلندا، وهو لروس قرّروا مغادرة روسيا بعد إعلان التعبئة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 أيلول/سبتمبر 2022 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار الفيديو في 21 أيلول/سبتمبر 2022 على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر وتيك توك وبلغات عدّة منها الإسبانيّة والبرتغاليّة والفرنسيّة والألمانيّة والتايلانديّة والأوكرانيّة.

وتزامن نشر الفيديو مع إعلان موسكو الأربعاء تعبئة 300 ألف من عناصر الاحتياط لديهم "خبرة عسكرية" مؤكدة أن السلطات الروسية تستعد لتعبئة "ما يصل إلى مليون عنصر".

وغادر عشرات آلاف الروس بلادهم منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الفائت، في ظاهرة يبدو أنها تتسع منذ إعلان الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية لعناصر الاحتياط.

وأظهرت بيانات شركات الطيران ووكالات السفر المنشورة الأربعاء أن الرحلات الجوية المغادرة من روسيا أصبحت محجوزة بشكل شبه كامل هذا الأسبوع، في مؤشّر على خروج جماعي على ما يبدو للأشخاص غير الراغبين في المشاركة في الحرب.

فيديو ملتقط قبل قرار التعبئة

لكنّ الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لا علاقة له بقرار التعبئة الأخير.

فالتفتيش عن المقطع بالبحث المتقدم على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر أنه نُشر للمرّة الأولى على تيك توك ويوتيوب في 19 أيلول/سبتمبر على حساب مستخدم يدعى إيغور باري، مقيم في فنلندا وينشر فيديوهات تحت عنوان "إيغور في روسيا".

وشارك باري مقطع الفيديو الأصلي مع وكالة فرانس برس وقال إنه صوّره بتاريخ 29 آب/ أغسطس.

وما إن تنبّه باري أنّ مقطعه بدأ ينتشر في سياق مضلّل بعد قرار بوتين التعبئة، قام بنشر تعليق قال فيه إنّ الفيديو مصوّر سابقاً طالباً عدم استخدامه خارج سياقه.

Image

وفي حديث مع وكالة فرانس برس قال باري "صودف للأسف، أنني نشرت الفيديو على تيك توك ويوتيوب قبل الأربعاء (21 أيلول/سبتمبر)، وكنت قد صوّرت الفيديو (في 29 آب/أغسطس) على الحدود في فاليما، لكنّ صفاً مماثلاً أمر عاديّ على هذه النقطة الحدوديّة".

وأضاف "الهدف من وراء هذا الفيديو كان لتشجيع الناس للتفكير ببعضهم البعض كبشر لأن فنلندا شهدت مؤخراً ارتفاعاً في المواقف السلبيّة تجاه السياح الروس".

وتمكن فريق تقصي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس من استخدام إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي الواردة على ملفّ البيانات الوصفيّة المرافقة للفيديو الأصليّ لتأكيد مكان التقاط الفيديو عند معبر فاليما.

المسؤولون الفنلنديون ينفون إشاعات الزحمة على الحدود

قال كيمو أهفونين، من الحرس الحدودي الفنلندي، لوكالة فرانس برس بعد اطلاعه على الفيديو في 22 أيلول/سبتمبر إنّ "نسبة العبور على الحدود الفنلندية الروسية ارتفعت بشكل بسيط بعد إعلان بوتين التعبئة".

وقد أحصى الحرس الحدودي وصول 4824 روسياً إلى فنلندا عبر الحدود في 21 أيلول/سبتمبر مقابل 3133 قبل أسبوع في 14 أيلول/سبتمبر.

وعلّق أهفونين بالقول إنّ صفوف السيارات على الحدود ليست "بالأمر العجيب".

وغرّد حرس الحدود الفنلندي قائلاً إنّ "حركة السير كانت أقلّ بالمقارنة مع الحركة في نهاية الأسبوع وأقلّ من حجم الحركة التي سبقت الجائحة" محذّرة من مقاطع الفيديو المستخدمة خارج سياقها.

بالإضافة إلى ذلك قال مسؤول في الحرس الحدودي الفنلندي في مقطع فيديو نشره الحرس الحدودي في 22 أيلول/سبتمبر إن "ارتفاع وتيرة حركة السير ليس دراماتيكياً حتى الساعة".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا