هذه الصور نشرت قبل أشهر على أنها لاحتجاجات في تشيلي ولا علاقة لها بالتظاهرات الأميركية

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك صوراً يدّعي ناشروها أنّها لمتظاهر يضرب شرطياً خلال التظاهرات الجارية حالياً في الولايات المتحدة. لكن هذه الصور منشورة في الحقيقة قبل أشهر على أنها لاحتجاجات في تشيلي، ولا علاقة لها بالولايات المتحدة.

يتضمّن المنشور صوراً يظهر فيها شرطي يحمل درعاً وعصا يهاجم متظاهراً ملثّماً، فيشتبك المتظاهر معه ويحاول طرحه أرضاً، ويظهر في الصور دخان ناجم على ما يبدو عن الغاز المسيل للدموع الذي يستخدم لتفريق التظاهرات.

بدأ انتشار الصور بهذا السياق في 2 حزيران/يونيو، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس،  وحصدت من هذه الصفحة وحدها أكثر من ألفي مشاركة.

وكتب في التعليق المرافق للصور "فنش ذا روك من الاحتجاجات في أميركا"  في إشارة إلى الضربة القاضية للمصارع الأمريكي السابق ذا روك.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 3 حزيران/يونيو 2020 من موقع فيسبوك

احتجاجات في الولايات المتحدة

تتواصل الاحتجاجات والتظاهرات ضدّ عنف الشرطة والعنصرية في الولايات المتحدة رغم المواجهات مع قوات الأمن وتهديدات الرئيس دونالد ترامب المصمم على إعادة فرض النظام ملوحًا باستخدام الجيش.

وانطلقت هذه الاحتجاجات بعد وفاة المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد البالغ 46 عاماً في 25 أيار/مايو في مينيابوليس فيما كان يردّد عبارة "لا يمكنني التنفّس" وينادي والدته المتوفاة، وهو مطروح أرضاً على الأرض وشرطي يضغط بركبته على عنقه لتثبيته.

وأكد التشريح أنّه توفي اختناقاً نتيجة الضغط على العنق.

ومذّاك، تشهد الولايات المتحدة تظاهرات واسعة احتجاجاً على التمييز وعنف الشرطة ضد السود.

صور قديمة في تشيلي

لكنّ هذه الصور ليست ملتقطة حديثاً في الولايات المتحدة، بل هي نشرت في كانون الأول/ديسمبر 2019 ضمن أخبار وتقارير عن تظاهرات في تشيلي.

فقد أرشد التفتيش عن الصور عبر محركات البحث على الإنترنت إلى مواقع إخبارية باللغة الإسبانية (1,2) عرضت الصور لتوثيق الاحتجاجات ضد الحكومة.

ونشرت هذه الصور قبل أشهر على بدء الاحتجاجات الأميركية.

وشهدت تشيلي تظاهرات بدأت في 18 تشرين الأول/أكتوبر احتجاجا على زيادة أسعار بطاقات المترو في العاصمة سانتياغو، وتطورت لاحقاً إلى موجة غضب عام إزاء عدم المساواة العميقة في البلاد وضدّ الرئيس  سيباستيان بينييرا والنخبة الحاكمة التي تسيطر على معظم ثروات البلد الواقع في أميركا الجنوبية. 

وقتل 30 شخصا في الاحتجاجات، ولم يتراجع زخمها إلا مع تفشي فيروس كورونا المستجد في البلد في نيسان/أبريل.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا