خطأ، هذا العامل لم يمت بسبب كورونا المستجدّ بل سقط أرضاً إثر إصابته بفتق

وتُظهر الصورة رجلاً يرتدي بدلة عمّال النظافة ممدّداً على بطنه على الرصيف وإلى جانبه مكنسة.

وجاء في التعليقات المرافقة للصورة "وفاة عامل نظافة أثناء عمله، كان يعاني من فيروس كورونا ولا يعلم حتى توفّي".

وجمع هذه المنشور أكثر من 3200 مشاركة و20 ألف تعليق من هذه الصفحة، إضافة إلى آلاف المشاركات والتعليقات من صفحات أخرى.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 3 حزيران/يونيو 2020 من موقع فيسبوك

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار الصورة بهذه الصيغة مطلع حزيران/يونيو الحالي.

عمال النظافة وكورونا

يثير وضع عمّال النظافة في ظلّ انتشار كورونا المستجدّ تعاطفاً كبيرا في العالم لكونهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، من دون أن يحظوا بالاهتمام نفسه الذي يحظى به العاملون في القطاع الطبّي.

وبعدما كان عمال النظافة يعانون من التهميش وقلة التقدير،  اختلفت النظرة إليهم بعد تفشي وباء كوفيد-19، وصار ينُظر إليهم على أنهم "خطّ الدفاع الثاني" في مواجه الفيروس، وصاروا يسمعون كلمات شكر وتقدير.

وبين 18 و25 نيسان/أبريل، وافق خمسون من هؤلاء العمّال في بلدان مختلفة على أن يلتقط لهم مصورو وكالة فرانس برس صورًا في مكان عملهم، في جناح للخضار، أو بين رفوف أدوية، أمام فرن أو ملحمة، قرب مستوعب نفايات، في مطبخ أو في مقبرة. وتحدّثوا في هذا التقرير عن مخاطر عملهم في ظلّ انتشار الوباء.

حقيقة الصورة

لكن الصورة المتداولة لا علاقة لها بكورونا المستجدّ.

فأرشد التفتيش عنها باستخدام محرّكات البحث إلى الصورة نفسها منشورة على أنها لعامل نظافة في مدينة مكناس المغربية سقط أرضاً بسبب إصابته بفتق أثناء العمل.

وعند البحث عن الحادثة، عثر فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس على تقرير مصوّر أعدته قناة "شوف تي في" بثّ على موقع يوتيوب:

ويمكن ملاحظة عناصر متشابهة بين المقطع المصوّر الذي أعدّته قناة "شوف تي في" عن العامل المصاب بحادث عمل، والصورة المتداولة على مواقع التواصل، فضلا عن التشابه في ملامح الوجه:

Image

صورة ملتقطة من الشاشة من المقابلة مع العامل المغربي المصاب بحادث عمل

Image

الصورة المتداولة على أنها لعامل نظافة توفّي بسبب كورونا المستجد

وظهر هذا التقرير في آخر شهر أيار/مايو، أي قبل أيام على بدء تداول الصورة في سياق مضلّل.