هذه الصورة ليست لمخترع لقاح كوفيد-19 أوغور شاهين وهو صغير

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر مدير عام شركة بيونتيك الألمانية التي أنتجت لقاحاً ضد كوفيد-19 أوغور شاهين وهو طفلٌ مع عائلته المهاجرة. لكنّ الصورة في الحقيقة لا تعود لشاهين أو لعائلته بحسب ما أكّدت شركة بيونتيك لوكالة فرانس برس. 

تظهر في الصورة ما يبدو أنّها عائلة مؤلّفة من أب وأم وأربعة أطفال، ومن جهة اليمين صبيّ يرتدي جوارب. وجاء في النصّ المرافق له "الطفل حافي القدمين على يمين الصورة هو الآن البروفسور أوغور شاهين مؤسس شركة بيونتك الذي تستعد لإنتاج لقاح كوفيد-19. شقيقته (وسط الصورة، جوربها ممزق وتلبس بنطالاً ممّا تبقى من قماش ثياب أختها الكبرى) أصبحت مصممة أزياء مشهورة. شقيقته الصغرى (في حضن أختها) أصبحت طبيبة أسنان...بالتعليم تتقدّم الأمم".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 2 كانون الأول/ديسمبر 2020 عن موقع فيسبوك

حظي هذا المنشور بآلاف المشاركات باللغات العربية والفرنسيّة والإيطاليّة والألبانيّة بعد أيّام من إعلان شركتي فايزر وبيونتيك، أنّ لقاحهما المشترك فعّال بنسبة 95% للوقاية من كوفيد-19.

ولم يكن مؤسسا بيونتك، أوغور شاهين ووزوجته أوزليم توريجي، معروفين على نطاق واسع حتى وقت قريب، وقد جذبا الأنظار بمسيرتهما إذ يتحدر كلاهما من مهاجرين أتراك وتلقيا تعليمهما في ألمانيا. وأسس الزوجان الشركة عام 2008 بهدف تطوير جيل جديد من العلاجات لمرضى السرطان.

Image
أغور شاهين خلال مقابلة له مع فرانس برس في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 . (AFP / Yann Schreiber)

بيونتك تنفي 

لكنّ الصبي حافي القدمين في الصورة ليس أوغور شاهين والآخرين ليسوا عائلته.

فقد أكّدت مديرة التواصل في شركة بيونتك لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 أنّ "الصورة لا تعود للسيّد شاهين وعائلته".

فما أصل الصورة؟

عند التفتيش عن الصورة يمكن العثور عليها في حساب يحمل اسم "Diaspora Turk" على تويتر وجاء في النصّ المرافق لها "بيت جديد، آمال جديدة (دوسلدورف-1975، كانديدا هوفر)". وفي اليوم التالي نشر الحساب صورة أخرى تظهر الأب والأم فقط.

ونقلت الصفحة عن أحد أحفاد هذه العائلة أن أصولها من مدينة أركساي التركية، أمّا عائلة شاهين فأصلها من اسكندرون.

وعند التقاط الصورة في العام 1975، كان شاهين يبلغ عشر سنوات (مواليد 1965) أمّا الطفل حافي القدمين فيبدو أنّه أصغر. 

وقد تواصل فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس مع مؤسّس الحساب المعنيّ بتوثيق قصص المهاجرين الأتراك، غوكان دومان، وأكّد أنّ "الفتاة الأصغر في الصورة تعمل مساعدة لطبيب أسنان، والكبيرة نادلة أمّا الصبيّ فيعمل في مخرطة، والطفلة صاحبة الجورب المثقوب أصبحت مصمّمة أزياء".  

من التقط الصورة؟

يرشد البحث في محرّك غوغل إلى أنّ المصوّرة الألمانيّة كانديدا هوفر التقطت هذه الصورة ضمن مشروع بعنوان "أتراك في ألمانيا" صوّرته بين عامي  1972 و1979 ويوثّق حياة العمّال الأتراك المهاجرين. ويمكن الاطلاع هنا على صور أخرى من المشروع.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا