الفيديو المتداول على أنه لتظاهرة في مصر دعماً للفلسطينيين هو فيديو مركّب

ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيّما في مصر، فيديو قيل إنه لتظاهرة كبيرة في الصعيد ترتفع فيها هتافات مؤيدة للفلسطينيين، في ظلّ الأحداث الأخيرة. صحيح أن تظاهرات خرجت في عدد من الدول العربية والعالم دعماً للفلسطينيين في الأيام الأخيرة، لكن الفيديو المتداول يُظهر في الحقيقة جنازة في إحدى قرى مصر قبل نحو سنة، أما صوت الهتافات فهو مركّب على الفيديو.

يظهر في الفيديو حشد كبير من الأشخاص، يرتدي معظمهم الملابس التقليديّة المعروفة في الريف المصري. ويُسمع صوت هتافات: "لبيك يا أقصى".

وجاء في التعليقات المرافقة: "من صعيد مصر محافظة قنا، لبيك يا أقصى".

وانتشر هذا الفيديو بهذا السياق على مواقع يوتيوب وفيسبوك وتويتر وإنستغرام، في الوقت الذي شهدت فيه دول عربية عدّة تظاهرات داعمة للفلسطينيين، فيما تصاعد العنف إلى مستوى هو الأسوأ في السنوات الأخيرة بين حماس وإسرائيل، بعد مواجهات في باحات المسجد الأقصى.

فيديو قديم 

لكن هذا الفيديو لا علاقة له بذلك.

فقد أظهر التفتيش عنه على محرّكات البحث إلى أنه منشور في السابع من آب/أغسطس 2020 على أنه لتشييعٍ في إحدى قرى محافظة قنا في صعيد مصر.

وجاء في التعليق المرافق: "لحظة تشييع جثمان شهداء الغربة في السعودية بقرية بطحا محافظة قنا".

ويُلاحظ أن صوت الهتافات في هذا المقطع مختلف عمّا هو عليه في المقطع المتداول.

ففي هذا المقطع المنشور عام 2020 يُسمع هتاف "لا إله إلا الله" فقط، بما يتناسب مع الجنازة عادة، ولا يُسمع أي هتاف يتعلّق بالأقصى أو الفلسطينيين، وينسجم الصوت المسموع مع حركة المقطع، بخلاف الهتافات في المقطع المركّب، والتي تبدو غير متناسقة مع المشاهد.

ماذا جرى في قنا وقتذاك؟

في ذلك اليوم، شيّع سكان قرية البطحة، الواقعة غرب مدينة نجع حمادي في محافظة قنا، شابّين قتلا في السعودية، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محليّة.

قبل ذلك بأيام، أصدرت وزارة الهجرة المصريّة بياناً قالت فيه إن السلطات السعودية تحقّق مع الجاني الذي اعترف بارتكاب الجريمة إثر شجار مع الشابين المصريين.

ويبدو أن ناشري الفيديو المضلّل أبدلوا الصوت في مقطع الجنازة بصوت من مقطع كهذا، ليوحي المشهد بأنه تظاهرة دعماً للفلسطينيين.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا