إبنة الصحافي معاذ عمارنة خلال تظاهرة تضامنية معه في بيت لحم بتاريخ 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

(AFP / Hazem Bader)

صور الصحافيين الذين يغطّون عيونهم نشرت في إطار حملة تضامنيّة سنة 2019 مع مصوّر فلسطينيّ 

أواخر العام 2019 نشر صحافيون عرب وأجانب صورهم وهم يغطّون عيونهم، في إطار حملة تضامنية مع المصوّر الفلسطيني معاذ عمارنة الذي أصيب في عينه اليسرى بعيار مطاطي أطلقه الجيش الإسرائيلي. لكن هذه الصورة، وعلى غرار صور ومقاطع كثيرة أخرى، أعيد نشرها في الآونة الأخيرة بما يوحي أنها مصوّرة أثناء التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين.

تظهر في الصورة مجموعة من المذيعين يغطّون عيناً بلاصقٍ، وجاء في النصّ المرافق لها "مذيعو التلفزيون الماليزي يظهرون على الشاشات وهم يخفون عينهم تضامناً مع الصحافي الفلسطيني الذي قتل بطلقة في عينه على يد جيش الاحتلال". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 27 أيّار/ مايو 2021 عن موقع فيسبوك

ضربات على مكاتب وسائل إعلام

بدأ انتشار هذه الصورة بعد أيامٍ على وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، وتسببت المواجهات التي دارت بين 10 و21 أيار/مايو بمقتل 253 فلسطينياً بينهم 66 طفلاً ومقاتلون جراء القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة وفق السلطات المحلية، فيما قتل 12 شخصاً بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي بصواريخ أطلقت من القطاع، وفق الشرطة الإسرائيلية.

وفي 15 أيار/مايو، شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي غارة على مبنى في مدينة غزّة يضمّ مكاتب لوسائل إعلام من بينها خصوصاً قناة الجزيرة القطرية ووكالة أسوشييتد برس الأميركية للأنباء، بعد إخلائه.

وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" التي رفعت شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية إنّه "في غضون أسبوع دُمّرت مكاتب 23 وسيلة اعلامية محلية ودولية بضربات جوية إسرائيلية".

لكن لم ينشر أي تقرير رسميّ حول مقتل صحافيّ بعد إصابة في عينه، فما حقيقة الصورة؟

حملة تضامنية من سنة 2019

سرعان ما تعرّف صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار إلى الصورة التي تعود إلى حملة إلكترونيّة وميدانية أطلقها صحافيّون عرب وأجانب تضامناً مع زميلهم المصوّر معاذ عمارنة، أواخر العام 2019.

وأصيب عمارنة (32 عاماً) في عينه اليسرى بعيار مطاطي أطلقه الجيش الاسرائيلي، خلال توثيق عدسته مواجهات اندلعت بين عناصر حرس الحدود الإسرائيلي وفلسطينيين في بلدة صوريف إلى الشمال الغربي من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2019. 

ونظّم صحافيون اعتصامات عدة في عدد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وشارك آخرون في الحملة الإلكترونية التي انتشرت بشكل واسع وبلغات عدة عبر وسم "عين معاذ"، ونشروا صورهم وقد غطوا أعينهم اليسرى باللاصق في إشارة إلى إصابته.

أمّا الصورة المتداولة فنشرها موقع قناة "الهجرة" الإندونيسية في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، في إطار الحملة التضامنية مع الصحافيّ الفلسطينيّ الذي لا يزال على قيد الحياة. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا