هذا الفيديو لا يُظهر التلاعب بصناديق انتخابية في تونس

تداولت صفحات تونسية على موقع فيسبوك مقطعاً مصوّراً على أنه يُظهر عملية تلاعب بصناديق انتخابية، وذلك بعد الانتخابات التشريعية التي شهدتها تونس الأحد. لكنه في الحقيقة متداول منذ العام 2018 وهو مصوّر في لبنان.

 

بماذا نحقق؟

يُظهر الفيديو أشخاصاً يُخرجون محتوى ما يبدو أنه صندوق اقتراع مفتوح وبجانبهم رجل أمن، في مكان يوحي بأنه حديقة أو باحة خلفية.

ونشر المقطع مع تعليقات مثل "فيديو يُظهر ما قد يكون عملية تلاعب بالصناديق، شاهد صناديق مفتوحة"، وشوهد من هذه الصفحة وحدها أكثر من 186 ألف مرّة وشاركه أكثر من سبعة آلاف و200 مستخدم.

 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2019 من موقع فيسبوك

 

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس، بدأ انتشار المقطع في هذا السياق في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2019، أي بعد يومين على الانتخابات النيابيّة التي أسفرت عن تقدّم حزب "النهضة" بحصوله على 52 مقعداً يليه حزب "قلب تونس" الذي حصل على 38 مقعداً من مجموع 217، ما يوحي بأن هذه الواقعة صوّرت في تونس بعد الانتخابات.

 

عناصر مثيرة للشك

تعرّضت هيئة الانتخابات لانتقادات بسبب حصول مخالفات يوم الأحد، لكن أحداً لم يبلغ عن مخالفات جسيمة أو يتحدث عن فتح صناديق قبل فرزها.

ولا يشبه زيّ رجل الأمن الظاهر في المقطع زيّ أي من أجهزة الأمن التونسية.

إضافة إلى ذلك، تُسمع لهجة لبنانية وليست تونسية أثناء تصوير المقطع إذ يقول شخص "صوّر، صوّر"، فيجيب آخر "إيه طبعاً بدّي صوّر" (نعم، سأصوّر بالتأكيد).

 

انتخابات لبنان 2018

سرعان ما تعرّف صحافيو مكتب بيروت على المقطع المصوّر، وتبيّن أنه انتشر أثناء الانتخابات النيابيّة اللبنانية في أيار/مايو من العام 2018 على أنه يصوّر عملية التلاعب بالنتائج.

وقد تناوله عدد من وسائل الإعلام اللبنانية آنذاك.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا