هذه الصورة لسيّارة تحمل صور القروي وأعلاماً اسرائيليّة مركّبة 

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك صورة سيّارة ألصقت عليها صور المرشّح للانتخابات الرئاسيّة التونسيّة نبيل القروي، يدّعي ناشروها أنّ ركّابها يحملون أعلاماً إسرائيليّة. لكنّ الصورة مركّبة، وفي النسخة الأصليّة منها تظهر أعلامٌ تونسية لا إسرائيليّة تخرج من نوافذ السيارة.

بماذا نحقق؟

تظهر في الصورة سيّارة تحمل لوحة تسجيل تونسيّة، ألصقت عليها صورٌ لرئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي ويبدو أنّ من في داخلها يحملون أعلاماً اسرائيليّة. وجاء في التعليق المرافق "انطلاق حملة المقرونه من قابس يرفع علم إسرائيل …".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2019 عن موقع فيسبوك

وحظيت الصورة بأكثر من ألفي مشاركة عبر هذه الصفحة وحدها، بالإضافة إلى مئات المشاركات عبر صفحات أخرى.

سياق انتشار الصورة

بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار الصورة بتاريخ التاسع من تشرين الأول / أكتوبر 2019، يوم إطلاق سراح القروي بعد أن قضى 48 يوماً منذ 23 آب/أغسطس الفائت موقوفاً بتهمٍ تتعلق بغسل أموال وتهرب ضريبي.

وفور استعادة حريته، انطلق مباشرة في حملته الانتخابية لما تبقى من أيام قبل موعد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد  في 13 تشرين الأول /أكتوبر. 

ويواجه القروي في هذه المرحلة النهائية المرشّح المستقلّ وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد، في وقت يجد نفسه وسط جدل كبير في تونس.

فقد نشرت السلطات الأميركية في الآونة الأخيرة عقدا مع شركة كندية للضغط والعلاقات العامة (لوبيينغ) لصالح المرشح للرئاسة التونسية لقاء مليون دولار، ما يتخطى بكثير الحد المسموح به لنفقات الحملات الانتخابية في تونس.

ونشرت وزارة العدل الأميركية وثيقة تلقتها في 26 أيلول/سبتمبر، تنص على تدخل آري بن ميناشيه مدير شركة "ديكنز أند مادسون" التي تتخذ من كندا مقرا لها للضغط من أجل فوز القروي في الانتخابات. ولا يحمل العقد توقيع القروي بل شخص آخر. ويقدم بن ميناشيه نفسه على أنه ضابط سابق في الاستخبارات الإسرائيلية.

وسارعت حملة القروي الانتخابية إلى نفي هذه "الشائعات" مؤكدة أنه "لا توجد اي علاقة" بين المرشح وطرفي العقد المشار إليه. 

ما حقيقة الصورة

لم يرشد التفتيش عن الصورة عبر محرّكات البحث إلى نتيجة، لكنّ أحد المستخدمين علّق على المنشور بصورةٍ قال إنّها الصورة الأصلية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2019 عن موقع فيسبوك

وفي مقارنة بين الصورتين، يظهر أنّ الصورة التي تتضمّن أعلاماً إسرائيليّة خضعت للتعديل. يبدو في الصورة المكبّرة (عند السهم الأحمر) أنّه تمّ ملء الفراغ الذي خلّفه اقتطاع العلم التونسي باستنساخ الخلفيّة نفسها مرّتين الواحدة فوق الأخرى. 

Image
مقارنة أولى بين الصورتين

كما يظهر انعكاس العلم التونسي (الدائرة الصفراء) على سطح السيّارة في الصورتين على الرغم من عدم وجوده في الصورة التي تتضمّن أعلاماً إسرائيلية، ما يؤكّد انّها مركّبة.

Image
مقارنة ثانية بين الصورتين

كذلك أرشد البحث عن علامة TUNIFLIX الظاهرة في أسفل الصورة، إلى صفحة تحمل الاسم نفسه على فيسبوك، توضح أنّ الصورة مركّبة كما يظهر في التعليق أدناه.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2019 عن موقع فيسبوك

شائعات مشابهة

وانتشرت في الأيام الماضية على مواقع التواصل شائعات عن انسحاب نبيل القروي نفتها حملته، وشائعات قبل ذلك عن خروجه من السجن، وأخبار زائفة أخرى تتعلّق بالانتخابات في تونس تناول بعضها فريق تقصّي صحّة الاخبار في فرانس برس هنا.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا