هذه المقاطع لا تُظهر قتل مرضى في الهند لرفع عدّاد ضحايا كورونا كما ادّعت منشورات كاذبة

في ظلّ الكارثة الصحيّة التي تعيشها الهند مع انتشار فيروس كورونا بشكل لم يسبق له مثيل، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قيل إنها تُظهر قتل مرضى في هذا البلد المنكوب بهدف رفع عدد ضحايا الوباء. لكن هذا الادعاء كذب، وهذه المقاطع منشورة في الماضي في سياقات مختلفة وليس فيها قتل لمرضى في الهند.

يتكوّن الفيديو المتداول من ثلاثة مقاطع، يسبقها حديث لشابّة هنديّة وهي تبكي، ويُفهم من كلامها عبارات "لقد قُتلوا، لم يموتوا، لقد خسرت والدي، أرجوكم أن تفعلوا شيئاً" باللغة الإنكليزية. 

وفي المقطع الأول يظهر ممرّض أو طبيب وهو ينهال ضرباً على مريض في غرفة مستشفى. وفي المقطع الثاني يظهر عدد من العاملين في مستشفى وهم يثبّتون شخصاً أرضاً. أما المقطع الثالث فيظهر فيه من يبدو أنه طبيب وهو يتعامل بقوّة مع مريض على سرير.

وجاء في التعليقات المرافقة لهذا الفيديو: "مشاهد صادمة، أخبار عن قتل المشرّدين وسكّان الشوارع في الهند عمداً لرفع عدد الوفيات".

وحظي هذا الفيديو بآلاف المشاركات والمشاهدات على مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب.

سياق الانتشار

يأتي انتشار هذا الفيديو ذي المقاطع الثلاثة في ظلّ الانتشار المخيف لفيروس كورونا في الهند على نحو لم يسبق له مثيل.

ويواجه النظام الصحّي صعوبة في التعامل مع هذه الموجة، وبات المرضى يموتون في مواقف السيارات التابعة للمستشفيات جرّاء النقص في الأكسجين والأسرّة.

وفي هذا السياق، ظهرت هذه المقاطع للإيحاء بأن الأرقام العالية للوفيات في الهند مدبّرة.

حقيقة المقاطع

لكن هذه المقاطع لا تُظهر قتل مرضى في مستشفيات الهند بهدف رفع عدّاد ضحايا كورونا، مثلما ادّعى مروّجو الخبر.

فالشابّة التي تظهر في أول الفيديو تلوم طاقم المستشفى بعدما توفّي والدها متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.

من جهة أخرى، يرشد البحث عن صور من المقطع الأول، الذي يظهر فيه طبيب أو ممرّض بلباس أزرق ينهال بالضرب على مريض في سرير، إلى المقطع الأصليّ وهو منشور في وسائل إعلام هنديّة في آب/أغسطس من العام الماضي، أي لا علاقة له بأزمة كورونا الحالية في الهند.

وبحسب وسائل الإعلام المحليّة، صُوّر هذا الفيديو في مستشفى في مدينة باتيالا في البنجاب، وهو يُظهر اعتداء على مريض مصاب باضطراب نفسيّ. وقد أوقفت الشرطة المعتدين.

وتناولت مواقع هنديّة ذات مصداقية، منها مواقع رسميّة ومواقع معنيّة بالردّ على الأخبار الكاذبة، المقطع الثالث الذي يظهر فيه طبيب أو ممرض يتعامل بشدّة مع مريض في سرير.

وفيما قالت مواقع رسميّة إن هذا الفيديو ليس مصوّراً أصلاً في الهند بل في بنغلادش قبل عام، لم تستطع مواقع أخرى التوصّل إلى نتيجة حاسمة حول مكان تصويره، لكنها توصّلت إلى نسخة منه منشورة في أيار/مايو من العام الماضي، ما ينفي أن يكون ذا صلة بما يجري الآن في الهند.

أما الفيديو الثاني الذي تظهر فيه مجموعة من العاملين في مستشفى وهم يثبّتون شخصاً على الأرض، فلم تعثر المواقع الهنديّة على أصله، وكذلك لم يتسنّ لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس الوصول إليه.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا