هذا الفيديو يظهر تدريباً صحياً في ألمانيا وليس تمثيلاً لخداع الرأي العام

تظهر في الفيديو شابّة في سرير مستشفى وهي تتحدّث للكاميرا باللغة الألمانية، لكن لا تبدو عليها أي علامات مرض أو إرهاق، بل تبدو باسمة وأحياناً ضاحكة.

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم مقطعاً مصوراً قيل إنه يُظهر أشخاصاً يدّعون إصابتهم بكورونا المستجدّ أمام عدسات التصوير لخداع الرأي العام. لكن هذا الادعاء غير صحيح، والفيديو يصوّر في الحقيقة تدريباً على حالة طوارئ صحيّة في مركز استشفائي في ألمانيا.

ثم تلتقط الكاميرا مشاهد تبدو فيها شابّة أخرى في سرير مجاور ورجل يبدو حاملاً كاميرا في المكان نفسه.

وجاء في التعليقات المرافقة للفيديو باللغة العربية "مركز صحي بألمانيا يُقام فيه بتصوير أشخاص يتظاهرون بالمرض ليُجرّب فيهم علاج قصد تثبيت كلّ ما يريدون" أمام الرأي العام من علماء وأطباء وعامّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 17 أيلول/سبتمبر 2020 من موقع فيسبوك

ظهور المنشور

 بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا المنشور باللغة الألمانية، في العاشر من أيلول/سبتمبر الجاري، على مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر وإنستغرام.

وأجمعت تعليقات من تداولوا المنشور باللغة الألمانية على تأييد نظريات المؤامرة المشكّكة بوجود فيروس كورونا المستجدّ أو التعامل الصحّي معه.

بعد ذلك بثلاثة أيام، انتقل المنشور إلى مواقع التواصل باللغة العربية.

حقيقة الفيديو

عند مشاهدة مقطع الفيديو، يمكن ملاحظة وجود كلمة "Officialmelisa" في أعلى الشاشة.

إثر ذلك، أرشد التفتيش على محرّكات البحث، مع استخدام هذه الكلمة، إلى الفيديو الأصلي منشوراً على صفحة "Officialmelisa" على موقع إنستغرام في العاشر من أيلول/سبتمبر الجاري.

ورداً على صحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في برلين، أجابت مشغّلة الحساب أنها هي نفسها الظاهرة في الفيديو.

وقالت إنها غير مصابة بكورونا المستجدّ، وإنّ ما صُوّر هو تدريب على وقوع حالة طارئة في مركز صحيّ جديد لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجدّ.

في أحد مشاهد الفيديو، يمكن مشاهدة علامة مجموعة "Vivantes" المشغّلة للمستشفى. 

Image

ولدى البحث في الموقع الإلكتروني للمجموعة يمكن العثور على بيان صدر في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، أي غداة التدريب، جاء فيه أن هذه التدريبات جرت بحضور مسؤولين رسميين "لمحاكاة جميع العمليات التنفيذيّة المهمّة" في المشفى.

وافتتح هذا المركز الصحّي بطلب من المسؤولين المحليّين في برلين، ليكون مشفى طوارئ في حال غصّت سائر المشافي في المدينة عن استقبال المصابين.

وعادت صاحبة حساب إنستغرام وبثّت فيديو آخر أوضحت فيه حقيقة المقطع الأول وردّت على الادعاءات عن تمثيلها دور مريضة لخداع الرأي العام.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا