هذا الفيديو قديم ولا علاقة له بغرق قرى إثيوبية بسبب ملء سد النهضة

يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسيول وفيضانات على أنه لكارثة حلت بإثيوبيا بعد ملء سدّ النهضة. إلا أن الادعاء خطأ، والفيديو منشور في وقت سابق على أنه يصوّر فيضانات في اليمن.

ويصوّر الفيديو سيولا جارفة تجتاح جسراً منهاراً وتغمر مباني مجاورة. وأرفق الفيديو بالتعليق "بسبب سوء الأحوال الجوية في إثيوبيا غرقت ثلاث قرى" مع عبارة "سلمولي على السدَ" في إشارة إلى سدّ النهضة الذي يشكّل مصدر توتّر منذ العام 2011 بين إثيوبيا من جهة و دولتي المصب والممر مصر والسودان.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 آب/أغسطس 2020 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار الفيديو في أواخر شهر تموز/يوليو بالتزامن مع إعلان أديس أبابا في 21 من الشهر ذاته إنجاز  المرحلة الاولى من ملء خزان سدّ النهضة الهائل. ويتوقّع أن يصبح السدّ أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا.

وترى إثيوبيا أنّ السدّ ضروري لتحقيق التنمية الاقتصاديّة، في حين تعتبره مصر تهديداً حيويّاً لها، إذ إنّها تستمد 90% من حاجاتها من مياه الري والشرب من نهر النيل.

ومنذ العام 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء السدّ وتشغيله، لكنها فشلت في ذلك رغم مرور هذه السنوات.

وانتشر الفيديو على نطاق واسع على صفحات مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما في مصر حاصدًا آلاف المشاركات والتعليقات.

إلا أن الفيديو لا علاقة له بسدّ النهضة أو بإثيوبيا.

فالتفتيش عنه عبر محركات البحث على الإنترنت وباستخدام كلمات مفتاح مثل "انهيار+ سيول+فيضانات+سدّ+حسر" أرشد إلى صفحات مستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي (1، 2، 3) نشروا الفيديو عينه في 14 نيسان/أبريل 2020 على أنه يصوّر سيولاً وفيضانات اجتاحت العاصمة اليمنية صنعاء في نيسان/أبريل الماضي.

وفي ذاك الشهر تسببت السيول بمقتل عدد من الأشخاص وإصابة العشرات بحسب الأمم المتحدة، فيما كان البلد الفقير الغارق في الحرب يواجه تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتضررت صنعاء وإب وحجة ومأرب جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدها اليمن في منتصف نيسان/إبريل.

وأرشد التعمّق في البحث إلى فيديو مشابه منشور في العام 2016 على أنه لفيضانات في الحجة في اليمن.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا