هذه الصور ملتقطة قبل عشر سنوات في تظاهرات مطلبية لممرّضين

تداول مستخدمون لموقع فيسبوك باللغة العربية صوراً على أنها تُظهر قوات الأمن الفرنسية تخرج بالقوة المجنّسين من المستشفيات في وسط انتشار فيروس كورونا المستجدّ لترك الأسرّة للفرنسيين من أصول فرنسية. لكن هذا الخبر غير صحيح، والصور في الحقيقة ملتقطة قبل نحو عشر سنوات خلال تظاهرات مطلبية قام بها ممرّضون.

 

وأرفقت هذه المنشورات بثلاث صور، الأولى تُظهر اشتباكاً على ما يبدو بين ممرضين بالزيّ الأزرق ورجال أمن، والثانية توقيف شخص بالزيّ الأزرق، فيما يظهر في الثالثة عدد من الممرّضين الممدّدين أرضاً وسط دخان منتشر.

وجاء في أحد هذه المنشورات "الوجه الحقيقي لفرنسا: فرنسا تُخرج حاملي الجنسيات الفرنسية من الأجانب من المستشفيات بالقوة، لترك الأماكن للفرنسيين".

وأَضاف المنشور "أمام الموت تنتهي القيم الكونية!".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 17 نيسان/أبريل 2020 من موقع فيسبوك

وجمعت هذه الصور أكثر من 1200 مشاركة من هذه الصفحة وحدها، ومئات المشاركات من صفحات أخرى.

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ تداول الخبر بهذه الصيغة في أوائل نيسان/أبريل الجاري.

وانتشرت صور مماثلة على مواقع التواصل باللغة الفرنسية، على أنها تُظهر قمع الحكومة الفرنسية الحالية لممرّضين يتظاهرون. وجاء في أحد المنشورات "هكذا عاملتم بالأمس العاملين في القطاع الصحّي المطالبين بتحسين إمكانات الصحّة العامّة".

 

فرنسا وكورونا

وفرنسا هي ثالث أكثر الدول الأوروبية تضرراً جراء فيروس كورونا المستجد بعد إيطاليا وإسبانيا، مع بلوغ حصيلة الوباء فيها 17920 وفاة من أصل 165027 إصابة، بحسب تعداد وضعته وكالة فرانس برس ظهر الجمعة 17 نيسان/أبريل 2020.

ومع تدفق المرضى إلى المستشفيات، عمدت السلطات الفرنسية عدة مرات إلى القيام بعمليات إجلاء مصابين لتخفيف الضغط عن المناطق المكتظة ولا سيما منطقة إيل دو فرانس حيث العاصمة باريس، سواء عبر قطارات فائقة السرعة مجهزة بالمعدات الطبية الضرورية، أو جوا. كما عمدت إلى نقل بعض المرضى إلى لوكسمبورغ وألمانيا وسويسرا.

 

تظاهرة مطلبية قبل عشر سنوات

لكن فرنسا لم تطرد المجنّسين ولا الأجانب من مشافيها، وهذه الصور لا علاقة لها بأزمة فيروس كورونا المستجدّ.

فقد أرشد التفتيش عن الصور على محركات البحث إلى الصورة الثالثة منشورة على موقع "Agoravox" المعنيّ بجمع أخبار المواطنين الصحافيين.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 17 نيسان/أبريل من موقع Agoravox

 

وهذه الصورة منشورة في السادس من نيسان/أبريل من العام 2010، أي قبل نحو عشرة أعوام من ظهور كورونا المستجدّ، وبالتالي فلا صحّة للمنشورات المرفقة بها على أنها تُظهر إجلاء مرضى أجانب أو مجنّسين بالقوّة مع انتشار وباء كوفيد 19.

وبحسب الشروحات المرفقة بالصورة في الموقع، فهي تعود لتظاهرة احتجاجية قام بها ممرضون وعاملون في القطاع الصحّي في آذار/مارس من العام 2010 في فرنسا.

بعد ذلك، أرشد البحث باستخدام كلمات مفتاحية إلى الصور نفسها منشورة أيضاً في العام 2010 مرفقة بمقالات أو أخبار عن سلسلة التظاهرات المطلبية التي نظّمها الممرضون في ذلك العام.

وأمكن العثور أيضاً على هذا المقطع المصّور الذي يوثّق مشاهد من إحدى هذه التظاهرات.

وسبق أن استخدمت هذه الصور في سياقات مضلّلة أخرى، منها أنها تظهر احتجاجاً العام الماضي في فرنسا، أو تُظهر تعامل حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون مع الممرضين قبل أزمة كورونا المستجدّ، وتناول فريق تقصّي صحّة الأخبار باللغة الفرنسية تلك الشائعة في هذا التقرير قبل شهر.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا