هذه الصحافية الإيطالية لا تقدّم طعام كلاب لبومبيو إنما جبنة البارميزان

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك منذ بضعة أيام فيديو على أنه يظهر صحافية تقدّم لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو علبة تحتوي على طعام كلاب، لكن الحقيقة أن الصحافية الإيطالية كانت تقدم له قالبا من جبنة البارميزان الإيطالية الشهيرة احتجاجاً على تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية عقابية على منتجات غذائية إيطالية.

بماذا نحقق؟

يظهر في هذا الفيديو وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وهو يقترب من رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ويصافحه، فتفاجؤه امرأة تقترب منه وتقدم له شيئا وهي تخاطبه، فيأخذه منها.

إثر ذلك، يشير كونتي للمرأة بيده طالباً منها أن تخرج، فيتقدّم رجلان يواكبانها إلى الخارج. 

يجري تداول هذا الفيديو بشكل واسع على أنه لصحافية تقدّم "طعام كلاب" لبومبيو.

وتختلف طريقة صياغة التعليق، فيقول بعض ناشريه إنها صحافية كردية تقدّم طعام الكلاب لبومبيو طالبة منه أن يعطيه "لكلابهم الأوفياء في تركيا".

وعلّق آخرون بالقول إنها صحافية إيطالية قالت لبومبيو "تناولوا هذا الطعام قد تتحلون بالوفاء فالكلاب أوفى منكم".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 عن موقع فيسبوك
Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 عن موقع فيسبوك

 

سياق الانتشار

تواجه الإدارة الأميركية موجة تنديد وانتقادات تتهمها بالتخلّي عن المقاتلين الأكراد الذين شكّلوا شريكاً أساسيا لها في دحر تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وفقدوا وفق تقديراتهم 11 ألف مقاتل في المعارك ضده.

 وبدأت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019 هجوماً واسعاً ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة الحدودية في شمال شرق سوريا، وذلك بعد يومين من سحب الولايات المتحدة قواتها من نقاط قرب الحدود بقرار من الرئيس دونالد ترامب، ما اعتُبر بمثابة ضوء أخضر أميركي لتركيا كي تمضي قدماً في هجوم لوحت على مدى أشهر بشنّه.

وتصف أنقرة الفصائل الكردية في شمال سوريا بأنها "إرهابية" باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد ضدها منذ عقود. وهي ترغب في إقامة منطقة عازلة تحت سيطرتها بعمق 30 كلم على الحدود لإعادة قسم كبير من 3,6 مليون سوري لجأوا إلى أراضيها.

 

حقيقة الفيديو

تعرّف صحافيو فرانس برس على هذا الفيديو، وقد نشرت النسخة الأصلية والصحيحة  منه  وكالة "رابتلي" باللغة الإنكليزية على موقع يوتيوب في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، أثناء زيارة لبومبيو إلى إيطاليا، وقد حمل عنوان "إيطاليا: صحافية تقدّم البارميزان لبومبيو احتجاجا على إمكانية فرض ضرائب". ونُشر باللغة العربية على موقع arabic.rt.com في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر. 

والصحافية التي تظهر في الفيديو هي في الحقيقة إيطالية واسمها أليس مارتينيلي. واندفعت نحو بومبيو لحظة استقبال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي له في مقرّ الحكومة في روما، وقدّمت له قطعة من البارميزان الإيطالية "الأفضل في العالم" بحسب ما قالت له، لحثه على عدم تطبيق رسوم جمركية مشددة تلوح واشنطن بفرضها على المنتجات الغذائية الإيطالية.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

??❤️??? - #LeIene #parmigianoreggiano #nodazi

A post shared by Alice Martinelli (@alicemartinelli) on

 

وانتقد رئيس الوزراء الإيطالي دخولها المفاجئ طالباً إخراجها من القاعة. غير أنها اعترضت قائلة إنها "تريد تأدية واجبها" وطرح أسئلة حول الرسوم الجمركية التي تنوي الولايات المتحدة فرضها على بلادها.

وأعلنت الولايات المتحدة في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر عزمها على فرض رسوم جمركية مشددة على منتجات بقيمة حوالى 7,5 مليار دولار تستوردها سنويا من دول أوروبية، ومن ضمنها حوالى 500 مليون دولار من البضائع الإيطالية من ملابس ومنتجات زراعية وغذائية، وبينها أجبان مثل البارميزان.

وتندرج هذه الرسوم الجمركية في سياق معركة قضائية بين شركتي بوينغ وإيرباص أمام منظمة التجارة العالمية مستمرة منذ 15 عاما، عند ألغاء واشنطن اتفاقا أميركيا أوروبيا يعود إلى العام 1992 ويحكم المساعدات الحكومية لقطاع صناعة الطائرات، متهمة الدول الأوروبية بتقديم مساعدات غير قانونية دعما لإنتاج إيرباص، فيما اتهم الاتحاد الأوروبي لاحقا بوينغ بتلقي مليارات الدولارات من المساعدات المحظورة من عدد من هيئات الإدارة الأميركية.

خلاصة

ظهر هذا الفيديو في الأول من تشرين الأول/أكتوبر على موقع "رابتلي"، وهو يصور صحافية إيطالية تقدّم قطعة بارميزان إلى وزير الخارجة الأميركي احتجاجاً على فرض رسوم على المنتجات الغذائية الإيطالية.

لكن مستخدمين تداولوه على أنه يُظهرها تقدّم له طعام كلاب احتجاجاً على ما اعتُبر تخلياً أميركياً عن الأكراد في سوريا، على خلفية الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا