هذا الفيديو ملتقط عام 2018 ولا يُظهر تحرير القوات التركية معتقلين عرباً لدى الأكراد
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 14 أكتوبر 2019 الساعة 13:03
- اريخ التحديث 14 أكتوبر 2019 الساعة 14:55
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
بماذا نحقق
يظهر في الفيديو نساءٌ وأطفال يخرجون من مكانٍ يبدو أنّه بناء سكنيّ معبّرين عن فرحتهم بإطلاق الزغاريد والتكبير. وتسمع إحدى النساء تقول "الله ينصركم"، فيما يعلو بكاء أطفال ونساء أخريات.
كذلك يسمع صوت مصوّر الفيديو وهو يقول بلكنة غير عربيّة "السلام عليكم" فتسأله إحدى النساء أنتم عرب؟ فيجيب: "تركي تركي"، ثم يواصل التصوير مخاطباً بعض الأطفال.
وجاء في النصّ المرافق للفيديو "الجيش التركي يحرر نساء وأطفالاً عرب من السجون الكردية، أقسى كلمه هتسمعها، إحدى السيدات بتسأل الجندي أنتم عرب قالها لا تركي"، فيما أُرفق الفيديو على صفحات أخرى بالنصّ التالي "الجيش التركي يحرّر أسر ونساء العشائر العربية من سجون قسد (قوات سوريا الديمقراطيّة)".
ونال الفيديو أكثر من 88 ألف مشاركة وأكثر من ثلاثة ملايين و500 ألف مشاهدة عبر هذه الصفحة فقط، إضافة إلى عشرات آلاف المشاركات عبر صفحات أخرى.
كما انتشر الفيديو على موقعي تويتر ويوتيوب.
سياق انتشار الفيديو
بدأت تركيا في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019 عملية عسكرية برّية وجوّية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، وذلط بعد يومين من سحب واشنطن عشرات من جنودها من نقاط جدودية، ما بدا بمثالة ضوء أخضر أميركي للهجوم التركي.
وتستهدف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية التي تصفها بـ"الإرهابية" باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد منذ عقود في تركيا. وكانت هذه القوات الكردية تحظى بدعم الغرب إذ كانت القوة الرئيسية التي حاربت تنظيم الدولة الإسلامية.
وترغب أنقرة من خلال هجومها إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 32 كيلومتراً تحت سيطرتها تفصل بين المقاتلين الأكراد وحدودها، ويمكنها أن تنقل إليها قسماً كبيراً من 3,6 ملايين لاجئ سوري لديها.
وتسبّب الهجوم منذ اندلاعه بمقتل ستين مدنياً في سوريا و121 مقاتلاً من قوات سوريا الديموقراطية وفق المرصد. كما قتل 86 من الفصائل السورية الموالية لأنقرة بحسب المرصد. وأحصت أنقرة من جهتها مقتل أربعة جنود أتراك في سوريا و18 مدنياً جراء قذائف اتهمت المقاتلين الأكراد بإطلاقها على مناطق حدودية. ودُفع نحو مئة ألف شخص للنزوح، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
حقيقة الفيديو
بعد تقطيع المشهد إلى لقطات ثابتة عبر InVid أرشد البحث عنها إلى الفيديو نفسه منشوراً ضمن تقارير مصوّرة على ثلاثة مواقع إخبارية تركيّة هنا وهنا وهنا عام 2018.
و جاء في النصّ المرافق لأحد هذه التقارير "سكّان جندريس يذرفون دموع الفرح عند رؤيتهم الجنود الأتراك" وجاء في الشرح المرافق أنّ "الجيش التركي والجيش السوريّ الحرّ حرّرا بلدة جندريس (منطقة عفرين) من الإرهابيين ضمن عمليّة غصن الزيتون".
وحمل تقريرٌ آخر يتضمّن الفيديو نفسه عنوان "دموع الفرح في جندريس: عمليّة غصن الزيتون تنجح في القضاء على الإرهاب".
وبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في إسطنبول التقطت هذه المشاهد خلال عمليّة "غصن الزيتون" التي شنّتها القوات التركية في 20 كانون الثاني/ يناير 2018 مستهدفة مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين. وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ نصف سكان المنطقة البالغ عددهم نحو 320 ألف نسمة، فروا خلال الهجوم التركي الذي شابته أعمال نهب.
وجاء في التعليق الصوتيّ المرافق لتقرير قناة A Haber التركيّة "هؤلاء هم مدنيّون هربوا من "طغيان حزب العمّال الكردستاني وعلقوا هنا لأيّام بدون طعامٍ أو ماء". وفي ختام التقرير يقول الصحافيّ "هذه المشاهد هي درسٌ لمن يدّعي أنّ عمليّة غصن الزيتون تؤذي المدنيين".
وقد تنبّهت منصّة "تأكّد" المتخصصة بتقصّي صحّة الأخبار لهذا الخبر المضلّل السبت في 12 تشرين الأول/أكتوبر.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا