هاتان الصورتان قديمتان ولا علاقة لهما بالتظاهرات الأخيرة رفضًا لطلب العفو عن نتانياهو

تظاهر عشرات الأشخاص مساء 30 تشرين الثاني/نوفمبر أمام مقرّ إقامة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في تل أبيب، احتجاجًا على طلب العفو الذي قدّمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الخاضع للمحاكمة في ثلاث قضايا فساد. في هذا السياق، انتشرت صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي زعم ناشروها أنها لهذه المظاهرات. إلا أن الصورتين المتداولتين قديمتان ولا شأن لهما بهذه التظاهرات بل هما من أحداث أخرى في إسرائيل.  

تُظهر الصورة المتداولة لقطتين لحشد يحمل الأعلام الإسرائيلية، وتبدو في إحداهما أعمدة دخان.

وعلّق ناشروها بالقول "طوفان بشري يغزو تل أبيب… مظاهرات بالمئات خارج منزل الرئيس الإسرائيلي للمطالبة بعدم العفو عن نتانياهو".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2025 من موقع فيسبوك

يأتي تداول هذا المنشور بالتزامن مع تظاهر عشرات الأشخاص في 30 تشرين الثاني/نوفمبر أمام مقر إقامة الرئيس إسحق هرتسوغ في تل أبيب، احتجاجًا على طلب العفو الذي قدّمه نتانياهو الخاضع للمحاكمة في ثلاث قضايا فساد.

وفي الأول من كانون الأول/ديسمبر، علّق هرتسوغ بأنّه سيأخذ في الاعتبار "مصلحة الدولة فقط"، مؤكّدًا أنه سيتعامل مع الطلب "بأكثر الطرق نجاعة ودقة".

ونتانياهو، الذي ينفي أي مخالفات، قال في طلبه إن استمرار محاكمته "يمزّق" المجتمع ويعمّق الانقسامات. ويأتي ذلك بعد رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حضّ فيها هرتسوغ على منحه العفو.

ويُتّهم نتانياهو وزوجته بتلقي هدايا فاخرة تفوق قيمتها 260 ألف دولار مقابل خدمات سياسية، إضافة إلى قضيّتين بشأن سعيه للحصول على تغطية إعلامية إيجابية من وسيلتَيْ إعلام إسرائيليتَيْن. ويعتبر نتانياهو أنّ إنهاء محاكمته "سيسهم في خفض التوتر وتعزيز المصالحة" داخل إسرائيل.

حقيقة المنشور

إلا أن المنشور يتضمّن صورتين قديمتين لا علاقة لهما بالتظاهرات الأخيرة في تل أبيب.

فالبحث عن اللقطة الأولى أرشد إلى النسخة الأصلية منشورة في موقع وكالة رويترز في 17 آب/أغسطس 2025، وتُظهر متظاهرين يغلقون الطريق السريع الرئيسي بين القدس وتل أبيب بعد دعوة عائلات الرهائن إلى إضراب عام للمطالبة بعودة جميع الرهائن وإنهاء الحرب على غزة. (أرشيف)

وآنذاك، نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع تل أبيب في تحرك احتجاجي لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإنهاء الحرب في غزة وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن.

Image
صورتان ملتقطان من الشاشة في الثاني من كانون الأول/ديسبمر 2025 لمنشور الادعاء (يمين) والصورة الاصلية على موقع رويترز(يسار)

أما الصورة الثانية فقد وزّعتها وكالة فرانس برس في الأول من آذار/مارس 2023، وهي من تظاهرة في تل أبيب احتجاجًا على مشروع إصلاح القضاء الذي كانت تطرحه الحكومة آنذاك.

وآنذاك  نزل آلاف الإسرائيليين إلى الشارع في تل أبيب لعدة أسابيع احتجاجاً على تعديل مثير للجدل للنظام القضائي طرحه  نتانياهو اعتبروه مناهضاً للديموقراطية.

ومن خلال هذه الإصلاحات، سعى نتانياهو على رأس حكومة ائتلافية من اليمين واليمين المتطرف تولت مهامها في كانون الأول/ديسمبر 2022، إلى تقليص سلطات المحكمة العليا ومنح السياسيين سلطات أكبر في اختيار القضاة، ما أثار منذ الإعلان عن النص مطلع كانون الثاني/يناير تظاهرات حاشدة.

واعتبر معارضو المشروع أنه يرمي إلى تقويض السلطة القضائية لصالح السلطة السياسية، محذّرين من أنه يشكّل تهديدا للنظام الديموقراطي.

Image
صورتان ملتقطان من الشاشة في الثاني من كانون الأول/ديسبمر 2025 لمنشور الادعاء (يمين) والصورة الاصلية على موقع فرانس برس (يسار)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا