هذا الفيديو قديم ولا علاقة له بالتوغّل الإسرائيلي الأخير على بيت جن في سوريا

بعد عملية توغّل نفّذها الجيش الإسرائيلي في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر في قرية بيت جن جنوب غرب دمشق، وأسفرت وفق حصيلة رسمية عن مقتل 13 شخصًا بنيران إسرائيلية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أن يوثّق تعرض البلدة لغارات إسرائيلية. إلا أن الفيديو في الحقيقة قديم ولا يمتّ بصلة إلى العملية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا.

يُظهر الفيديو أعمدة دخان تتصاعد من بين أبنية، وقد زعم ناشروه أنّه يوثّق "الغارات الإسرائيلية العنيفة على بيت جن في ريف دمشق".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2025 من موقع فيسبوك

انتشر الفيديو حاصداً آلاف المشاهدات في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، غداة عملية التوغّل التي نفّذها الجيش الإسرائيلي في القرية الواقعة جنوب غرب دمشق، والتي أسفرت وفق حصيلة رسمية عن مقتل 13 شخصًا بنيران إسرائيلية.

وتُعدّ هذه العملية الأكثر دموية منذ إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد قبل نحو عام، وقد وصفتها دمشق بأنها "جريمة حرب". وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ستة من جنوده، ثلاثة منهم إصاباتهم بالغة، في عمليات تبادل إطلاق النار خلال تنفيذه العملية التي أطلقها لتوقيف "مشتبه بهم".

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن قواته نفذت "خلال ليل الخميس الجمعة .. عملية تهدف إلى توقيف مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم الجماعة الإسلامية"، قال إنهم كانوا "ينشطون" في القرية "ويقومون بأنشطة إرهابية ضد مدنيين في دولة إسرائيل".

وليست هذه المرة الأولى التي تتوغّل فيها القوات الإسرائيلية في البلدة وتعتقل شبانًا منها. ففي 12 حزيران/يونيو، اتّهمت وزارة الداخلية السورية الجيش الإسرائيلي بخطف سبعة أشخاص من بيت جن وقتل مدني بنيران مباشرة. وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي آنذاك اعتقال "عدد من مخربي منظمة حماس" قال إنهم كانوا يحاولون الترويج لمخططات إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل" وقواتها في سوريا.

حقيقة الفيديو

إلا أن الفيديو في الحقيقة قديم ولا علاقة له بعملية التوغل الإسرائيلية الأخيرة على بيت جن.

فالتفتيش عن لقطات ثابتة منه أرشد إلى النسخة الأصلية منشورة قبل أكثر من 12 عاماً، في أيار/مايو 2013، على مواقع إخبارية سوريّة عدة. (أرشيف 1، 2، 3)

وبحسب هذه المواقع، فإن الفيديو يصوّر قصفاً لقوات النظام على يبرود في ريف دمشق .

وآنذاك استعادت قوات النظام السوري يبرود بعد تعرضها للقصف طيلة شهر، وهي مدينة تقع على بعد أقل من عشرة كيلومترات من الطريق الدولية بين دمشق وحمص، وشكلت آنذاك مكسباً شديد الأهمية لنظام الرئيس بشار الأسد. 

ووثّق موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان تفاصيل عمليّة القصف على المنطقة وأحيائها. (أرشيف)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا