هذا الفيديو مركّب ولا يُظهر ترامب يتهمّ الحكومة الجزائرية بافتعال الحرائق الأخيرة في البلاد

أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في السادس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر فتح تحقيق بعد حرائق كبيرة شهدتها البلاد واعتُبرت غير اعتيادية لهذه الفترة من السنة. في هذا السياق، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنّه للرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يتّهم السلطات الجزائرية بافتعال الحرائق. إلا أن الفيديو في الحقيقة مأخوذ من خطاب قديم لترامب أما الصوت الذي يُسمع فيه مركّب.

يظهر في الفيديو الرئيس الأميركي يتحدث عن الحرائق الأخيرة في الجزائر متهماً السلطات بافتعالها.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 من موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق للفيديو "دونالد ترامب: حرائق الجزائر من صناعة الحكومة".

حرائق كبيرة في الجزائر

بدأ انتشار هذا الفيديو حاصداً مئات المشاركات على فيسبوك، بعد اندلاع حرائق غابات كبيرة في الجزائر خلال الأيام الماضية، اعتُبرت غير اعتيادية لشهر تشرين الثاني/نوفمبر واستدعت إجلاء عشرات العائلات، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.

وأمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بفتح تحقيق لمعرفة أسباب الحرائق الواسعة والتي بلغ عددها 55 حريقًا وفق جهاز الحماية المدنية.

وشهد شمال الجزائر في الأيام الأخيرة درجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية، تكاد تكون بمستوى تلك التي تسجل خلال الصيف ما أدى إلى اتساع رقعة الحرائق بفعل الرياح العاتية التي تجاوزت سرعتها 60 كيلومتراً في الساعة.

وشارك نحو 300 عنصر إطفاء في مكافحة الحرائق مدعومين بمعدات مختلفة.

واقتربت النيران من مناطق سكنية ما استدعى إيواء العديد من السكان في مدارس ومراكز شبابية. كما أتت الحرائق على مساحات واسعة من الغابات في نحو عشر ولايات شمالي البلاد، بحسب وسائل إعلام محلية.

الفيديو مركّب

إلا أنّ الفيديو الذي يزعم ناشروه أنّه لترامب متهماً الحكومة الجزائرية بافتعال الحرائق مركّب.

فالتفتيش عن لقطات ثابتة منه يرشد إلى النسخة الأصلية منشورة في القناة الرسمية للبيت الأبيض في موقع يوتيوب المخصصة للأرشيف في أيلول/سبتمبر 2020، ما ينفي أن يكون حديثاً. (أرشيف)

ويظهر الرئيس الأميركي في هذا الفيديو يلقي خطاباً في البيت الأبيض.

وتتطابق هذه النسخة مع الفيديو المتداول كما يبدو في المقارنة أدناه.

Image
مقارنة بين لقطة من يوتيوب للخطاب الأصلي (يمين) ولقطة من الفيديو المتداول على فيسبوك (يسار)

وفي النسخة الأصلية لم يأتِ ترامب على ذكر الجزائر في كلمته، ما يعني أن ناشري الفيديو عمدوا إلى تعديل الصوت.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا