هذا الفيديو مركّب ولا يظهر ولي العهد السعودي يُوقع على صفقة طائرات إف-35 الأميركية

وقّعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 اتفاقات في مجالَي الطاقة النووية لأغراض مدنية ودفاعية شملت اتفاقاً لبيع طائرات إف-35 الأميركية. في هذا السياق انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي زعم ناشروه أنه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان موقعاً على صفقة الطائرات الأميركية. إلا أن الفيديو في الحقيقة مركّب بالاستناد إلى صورة قديمة لتوقيعه على قطعة من قمر اصطناعي سعودي سنة 2018. 

يظهر محمد بن سلمان في الفيديو يوقع على لوحة تبدو فيها طائرة حربيّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 من موقع انستغرام

وجاء في التعليق المرافق أنّ ولي العهد يوقّع على اتفاقٍ شراء طائرات إف-35 من الولايات المتحدة.

ويأتي انتشار هذا الفيديو بعد أيام من حصول السعودية على التزامات أميركية بشأن مجموعة متنوعة من القضايا وصفقة دفاعية كبيرة كانت المملكة تسعى إليها منذ سنوات خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لواشنطن في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

وبعد غياب دام سبع سنوات عن الولايات المتحدة عقب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في قنصلية بلاده باسطنبول عام 2018، لم يعد ولي العهد منبوذاً في البيت الأبيض، لا بل حظي بعرض للطائرات العسكرية، ومرافقة من حرس الشرف على ظهور الخيل، واستقبال على السجادة الحمراء على وقع النفخ على الأبواق.

ووقّع البلدان اتفاقات في مجالَي الطاقة النووية لأغراض مدنية ودفاعية شملت اتفاقاً لبيع طائرات إف-35 الشبح الأميركية الأكثر تقدماً. 

في هذا السياق انتشر الفيديو الذي يزعم ناشروه أنّه لوليّ العهد السعوديّ موقعاً على صفقة شراء الطائرات.

حقيقة الفيديو

إلا أن الفيديو في الحقيقة مركّب ولا علاقة له بطائرات إف-35.

فقد أرشد التفتيش عن لقطة ثابتة من الفيديو إلى صورة وزّعتها وكالة الأناضول تظهر الأمير محمد بن سلمان يُوقع على لوحة سوداء في مقرّ شركة "لوكهيد مارتن" الأميركيّة للصناعات الدفاعيّة. (أرشيف) 

ونُشرت الصورة في السادس من نيسان/أبريل 2018، ما ينفي صلتها بالاتفاقات التي عقدها وليّ العهد السعودي أخيراً في الولايات المتحدة. 

ولا تظهر على هذه اللوحة صورة طائرة مقاتلة كما يبدو في المنشورات المضلّلة.

Image
مقارنة بين لقطة من الفيديو المتداول (يمين) والصورة الأصلية من موقع وكالة الأناضول (يسار)

وآنذاك أجرى ولي العهد السعودي زيارة إلى مقرّ الشركة في وادي السليكون بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، ووقّع خلالها على القطعة الأخيرة الخاصة بأول قمر اصطناعي سعودي للاتصالات قبل إطلاقه. (أرشيف 1-2)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا