هذه الصورة ليست لتدمير طائرة إماراتية في السودان بل لطائرة يمنيّة استهدفتها غارة إسرائيليّة في مطار صنعاء

يُظهر المنشور المتداول صورتين، الأولى لطائرة مشتعلة تتصاعد منها أعمدة الدخان، والثانية لطائرة محلّقة في الجو. وأُرفق المنشور بتعليق مفاده أن الطائرة محمّلة بمساعدات إماراتية لقوات الدعم السريع. 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2025 من موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذه الصورة في سياق اتهامات الجيش السوداني والأمم المتحدة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والمرتزقة الذين يُرسلون عبر تشاد وليبيا وكينيا والصومال، برًّا وجوًّا. ومع ذلك، تواصل الإمارات نفي هذه المزاعم رغم صدور تقارير وتحقيقات دولية مفتوحة المصدر تشير إلى وجود صلات محتملة.

في المقابل، يحصل الجيش السوداني على دعم من مصر والسعودية وتركيا وإيران، وفق مراقبين.

ويشهد السودان تصعيدًا خطيرًا في إقليم دارفور، منذ سيطرة قوات الدعم السريع في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2025 على آخر معاقل الجيش في الإقليم، لتُحكم قبضتها عليه بالكامل، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي واعتداءات جنسية طالت المدنيين.

وأسفرت الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023  بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص حتى الآن، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القارة الإفريقية.

حقيقة الصورة

إلا أن الصورة في الحقيقة لا علاقة لها بالحرب في السودان.

فقد وزعّتها وكالة فرانس برس في السادس من أيار/مايو 2025 نقلاً عن وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التابعة للحوثيين. (أرشيف)

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2025 من موقع وكالة فرانس برس

وتظهر الصورة طائرة مشتعلة في مطار صنعاء الدولي عقب غارات شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على العاصمة اليمنية. (أرشيف)

وأعلن الجيش الإسرائيلي حينها أن الضربة جاءت ردًا على هجوم صاروخي نفذه الحوثيون المدعومون من إيران على مطار بن غوريون في إسرائيل.

وأضاف في بيان عقب الضربات أن إسرائيل استهدفت المطار لأنه كان يستخدم من قبل الحوثيين "لنقل وسائل قتالية ونشطاء".

وإلى جانب المطار، استهدفت الغارات مواقع عدة بينها ثلاث محطات للتغذية الكهربائية في العاصمة ومحيطها، إضافة إلى مصنع للإسمنت في محافظة عمران، بحسب إعلام الحوثيين.

وخلال الحرب في قطاع غزة، شنّ الحوثيون في اليمن والذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد، هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة على إسرائيل، تضامناً مع الفلسطينيين. من جانبها ردّت إسرائيل بضربات انتقامية على اليمن.