هذا الفيديو نشره صانع محتوى نيجيري ولا علاقة له بالحرب الدائرة في السودان

منذ سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع في السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، تحدثت الأمم المتحدة عن مجازر وحالات اغتصاب ونهب وتهجير جماعي للسكان. وانتشرت بالتوازي مع شهادات السكان المروّعة، مقاطع فيديو وصور مضللّة زعم ناشروها أنّها من السودان، على غرار هذا الفيديو الذي قيل إنّه يصوّر دفن رجل حياً. لكن هذا الفيديو بالذات لا علاقة له بما يتعرّض له السكان من إعدامات ميدانية وعنف جنسي وعمليات نهب وخطف، بل يعود إلى لصانع محتوى نيجيري، غالباً ما ينشر مقاطع فيديو يُبرز من خلالها قدراته على التحمّل وقوّته البدنيّة.

يصوّر المقطع رجلاً مكبّل اليدين يُمدّد في حفرة ليقوم رجلان آخران بدفنه حياً تحت التراب. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "من أبشع المشاهد على الإطلاق…إجبار سوداني على دفـنه وهو حي" مضيفين وسم مدينة الفاشر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 عن موقع فيسبوك

مأساة الفارّين من الفاشر

ويواجه المدنيون الفارّون من العنف في مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان مخاطر متزايدة، بينها التجويع أو الضرب حتى الموت أو الوقوع في قبضة قوات الدعم السريع التي أصبحت تسيطر على المدينة.

وفرّ عشرات الآلاف من مدينة الفاشر التي كانت آخر المعاقل الرئيسية للجيش في إقليم دارفور، بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة عليها بعد أكثر من 18 شهراً من حصارٍ قاسٍ واشتباكات عنيفة مع الجيش السوداني في سياق الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023. 

ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمّال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.

Image
رسم بياني يصوّر عدد القتلى في السودان خلال أعمال عنف استهدفت المدنيين منذ نيسان/أبريل 2023

وأفاد شهودٌ وكالة فرانس برس باعتقال الدعم السريع لمئات المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من الفاشر عبر مدينة قرني وإطلاق سراحهم مقابل فدية تبلغ مئات الدولارات.

وأوضح أحد المفرج عنهم أنه تم احتجاز نحو 150 شخصاً في غرفة واحدة قبل أن"تتم تصفية الجزء الأكبر منهم" في حين أُطلق سراح آخرين بعد دفع فديات.

صانع محتوى نيجيري

إلا أنّ الفيديو غير مرتبط بالمأساة التي يعيشها السودانيون.

فالتفتيش عنه يظهر أنّه منشور عبر صفحات صانع محتوى نيجيري على مواقع التواصل الاجتماعي. (أرشيف 1، 2)

ويصوّر هذا الرجل مقاطع فيديو تُبرز قوّته الجسديّة وقدرته على التحمّل كحمل الصخور الكبيرة والتعرّض للضرب، وينشرها تحت اسم "الصخرة الفولاذيّة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 عن موقع يوتيوب

وبحسب صحافيي فرانس برس في نيجيريا فإن اللغة التي يتكلّم بها الرجل في المقاطع الأصليّة وهي لهجة إنكليزيّة محليّة تُعرف بالـ "بيدغين". ويُسمع الرجل وهو يقول "اطمروني لا تخافوا" من ثمّ يقول عندما ينهض "هل رأيتم أن جسدي مصنوع من الفولاذ، اعتقدتم أنني كنت أمزح عندما قلت ذلك".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا