هذا الفيديو لا يصوّر استهداف إمدادات لقوات الدعم السريع في السودان بل مناورة عسكرية للحوثيين في اليمن

بعد 18 شهراً من الحصار والقصف والتجويع، سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر، ونجحت في إخراج الجيش من آخر معقل له في إقليم دارفور في غرب السودان، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي واعتداءات جنسية طالت المدنيين. في هذا السياق، انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي زعم ناشروه أنه لطيران مجهول يدمر قافلة إمدادات لقوات الدعم السريع. إلا أن الفيديو يصوّر في الحقيقة مناورة عسكريّة للحوثيين في اليمن عام 2024.

يصوّر الفيديو  استهداف موكب من الآليات في منطقة صحراوية. وقال ناشرو الفيديو إنه يصوّر "تدمير إمدادات خاصة بقوات الدعم السريع في السودان من قبل جهة مجهولة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 من موقع فيسبوك

وقد لاقى الفيديو آلاف المشاهدات وحصد مئات المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت يشهد السودان تصعيداً خطيراً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وأدّت الحرب الدائرة منذ نيسان/أبريل 2023 إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص حتى الآن. وفي 26 تشرين الأول/أكتوبر 2025  سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ونجحت في إخراج الجيش من آخر معقل له في إقليم دارفور في غرب السودان.

وتدهور الوضع الإنساني في إقليم دارفور غرب السودان بصورة متسارعة، وسط تزايد التقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية تطال المدنيين.

وقد دفع ذلك مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى الدعوة في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2025 إلى تحرّك دولي عاجل لوقف ما وصفه بـ"الفظائع المروّعة" في مدينة الفاشر، محذّراً من مغبة الانتظار إلى أن يتحوّل الوضع إلى "إبادة جماعية". 

حقيقة الفيديو

إلا أن الفيديو لا علاقة له بالصراع الدائر في السودان.

فالتفتيش عن لقطات ثابتة منه أرشد إلى نسخة أوضح نشرتها وسائل إعلامية في 21 نيسان/أبريل 2024 نقلاً عن حساب الإعلام الحربي اليمني، وهي تعود لمناورات أجراها الحوثيون في اليمن.(أرشيف)

وتحاكي المناورات اقتحام مواقع إسرائيلية واستهداف قوات أميركية وبريطانية.

وكان حساب الإعلام الحربي اليمني التابع للمتمرّدين الحوثيين قد نشر النسخة الأصلية من الفيديو في العاشر من آذار/مارس 2024 عبر موقع إكس تحت عنوان "مناورة +للقدس مسرانا+ لوحدات رمزية من قوات احتياط المنطقة العسكرية السادسة". (أرشيف)

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 من موقع إكس

وعقب اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأ الحوثيون شنّ هجمات في البحر الأحمر استهدفت سفناً قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها. كما أطلقوا صواريخ ومسيّرات نحو الدولة العبرية، واضعين ذلك في سياق التضامن مع الفلسطينيين.

ورداً على ذلك، نفّذت إسرائيل سلسلة ضربات في الأشهر الأخيرة على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا