هذا الفيديو يعود لتمثالٍ في المتحف البريطانيّ ولا علاقة له بالسعوديّة

تشهد السعودية منذ أعوام خطوات انفتاحية في إطار "رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان وتشمل تعزيز الترفيه والفنون. في هذا السياق تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لمتحفٍ افتتح حديثاً في المملكة. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مصوّر في المتحف البريطانيّ في لندن.

يظهر الفيديو تمثالاً ضخماً وسط قاعة، وجاء في التعليق المرافق له "افتتاح المتحف السعودي الكبير".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 27 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا الفيديو في سياق الانتقادات التي توجّه إلى السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الأنشطة الترفيهيّة والثقافيّة التي تُقام فيها بعد عقود من الانغلاق.

فحتى سنوات خلت، كانت العروض الموسيقية والرقص محظورة في السعودية. لكنّ المملكة تشهد منذ أعوام خطوات انفتاحية تشمل تعزيز الترفيه والفنون، وتهدف إلى تنويع مصادر الدخل الاقتصادي في البلاد، والقائم بشكل رئيسي على تصدير النفط.

وسبق للسعودية أن استضافت حفلات لنجوم عالميين وفعاليات رياضيّة وثقافيّة.

في المقابل، تتهم منظمات حقوقية دولية السعودية باللجوء إلى الفن كوسيلة لـ"تلميع" صورتها والتستر على سجلها المتردي في مجال حقوق الإنسان وزيادة استخدام عقوبة الإعدام.

وتضمّ السعوديّة متاحف قديمة عدّة منها المتحف الوطني السعودي (افتتح عام 1977) إضافة إلى متاحف حديثة مثل المتحف السعودي للفن ّالمعاصر (افتتح عام 2023). (أرشيف 1-2)

فيديو من المتحف البريطاني 

إلا أنّ الفيديو المتداول ليس لمتحفٍ في السعوديّة، فالتمثال الظاهر فيه معروضٌ في المتحف البريطانيّ. 

ويعود هذا التمثال المنحوت في القرن الثالث عشر للميلاد إلى جزيرة الفصح في المحيط الهادئ، بحسب بيانات المتحف على موقعه الإلكتروني. (أرشيف)

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 27 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع المتحف البريطاني

وسبق أن بثّت وكالة فرانس برس صوراً وفيديو للتمثال نفسه المعروض منذ العام 1896 في المتحف الواقع في العاصمة لندن. ويُطلق على هذا التمثال اسم "هوا هاكاناناي".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة عن موقع AFPforum

ويُطالب السكان الأصليون في جزيرة الفصح بعودة التمثال إلى جزيرتهم، لما يمثّله لهم من قيمة روحيّة.

ويتطابق شكل القاعة التي يعرض فيها التمثال مع الفيديو المتداول. 

وقد سبق أن ظهر هذا التمثال في منشورات مضلّلة أخرى فنّدتها خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا