هذا الفيديو من احتفال عسكريّ أميركي وليس من مناورة عسكريّة قبالة فنزويلا أخيراً

بعد أيام قليلة من رسو سفينة حربيّة أميركيّة في ترينيداد وتوباغو قرب سواحل فنزويلا برفقة وحدة من مشاة البحرية للمشاركة رسمياً في تدريبات مع الجيش الترينيدادي، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه للمناورات العسكريّة التي بدأت الولايات المتحدة تنفيذها هناك "استعداداً لعمليّة بريّة في فنزويلا". إلا أنّ الادعاء خطأ. فالفيديو يصوّر في الحقيقة عرضاً عسكرياً في الذكرى الـ 250 لتأسيس قوات مشاة البحرية الأميركية.

يصوّر الفيديو تحليق عدد من المروحيات والمسيرات والطائرات الحربيّة في أسراب. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "مناورة عسكريّة واسعة للولايات المتحدة بالقرب من حدود فنزويلا استعداداً لعملية برية لاحتلال فنزويلا".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو تفاعلات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء انتشاره بالتزامن مع تنديد كراكاس برسو سفينة حربية أميركية في ترينيداد وتوباغو ما اعتبرته "استفزازاً" قد يؤدي إلى نشوب حرب، فيما يزيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على نظيره نيكولاس مادورو.

وأعلنت سلطات الأرخبيل الواقع على بعد نحو عشرة كيلومترات من فنزويلا، الخميس عن وصول السفينة الحربية الأميركية "يو أس أس غرايفلي" إلى العاصمة بورت أوف سبين برفقة وحدة من مشاة البحرية للمشاركة رسميا في تدريبات مع الجيش الترينيدادي. 

يأتي ذلك مع نشر الولايات المتحدة سبع سفن حربية في منطقة الكاريبي وواحدة في خليج المكسيك في إطار عملية لمكافحة تهريب المخدرات، إضافة إلى إعلان ترامب تفويضه وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي آيه" تنفيذ عمليات سرية على الأراضي الفنزويلية.

واحتجت كراكاس في بيان على زيارة المدمرة "غرايفلي"، ورأت في ذلك "استفزازاً عسكرياً من ترينيداد وتوباغو بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لإثارة حرب في منطقة البحر الكاريبي". 

كما زعمت الحكومة الفنزويلية أنها "أسرت مجموعة من المرتزقة" المرتبطين بـ"وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية"، وكشفت عن تحضيرهم لـ"هجوم زائف (...) يهدف إلى إثارة مواجهة عسكرية شاملة ضد بلدنا".

ويتّهم ترامب نظيره الفنزويلي بالتورط مباشرة في تهريب المخدرات، وهو ما ينفيه مادورو. 

ورأى الرئيس الفنزويلي أن واشنطن ترفع شعار مكافحة المخدرات "لفرض تغيير في الحُكم" والاستيلاء على مخزون النفط الكبير في فنزويلا.

فيديو لعرض عسكري

إلا أنّ الفيديو لا شأن له بكل هذه التطورات.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه، يرشد إلى بعض المقاطع المطابقة منشورة عبر صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2025. (أرشيف 1، 2)

ويرشد التفتيش أيضاً إلى بعض الصور المشابهة لمشاهد الفيديو منشورة عبر مواقع صحفيّة عدّة  (أرشيف 1، 2، 3) ضمن مقالات عن عروض عسكريّة بمناسبة الذكرى الـ 250 لتأسيس قوات مشاة البحرية الأميركية.

أما التعمّق في البحث فيرشد إلى مقطع مشابه منشور على موقع dvids الأميركيّ الذي يعنى بتوزيع كل المواد البصريّة المرتبطة بالشؤون العسكريّة. (أرشيف)

ويمكن ملاحظة نفس العناصر في المقطعين.

Image
مقارنة بين صورة ملتقطة من الشاشة من الفيديو المضلّل وأخرى من موقع DVIDs

ووزّعت وكالة فرانس برس أيضاً صوراً من الحدث لمناسبة الذكرى السنوية الـ250 لتأسيس قوات مشاة البحرية الأميركية والتي شارك فيها نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس.

وأصيبت سيارة لقوات الأمن بشكل عرضي في كاليفورنيا جراء شظايا قذيفة مدفعية أُطلقت خلال مناورة عسكرية خلال المناسبة.

وتضمنت المناورات الاحتفالية بذكرى تأسيس هذه القوات  تحليق مقاتلات واستخدام مركبات برمائية ومناورات تحاكي تفجيرات، فضلا عن قيام عناصر من قوة العمليات الخاصة في البحرية الأميركية بالقفز في مياه المحيط الهادئ من طوافات عسكرية.

Image
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس خلال العرض العسكريّ لمناسبة العيد الـ250 لمشاة البحريّة الأميركيّة على شاطئ بنديلتون في كاليفورنيا بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2025 (GETTY IMAGES NORTH AMERICA / MARIO TAMA)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا