دونالد ترامب لم يكسر البروتوكول الملكي خلال زيارته الأخيرة إلى قصر ويندسور

حظي رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بترحيب ملكي خلال زيارته الثانية إلى المملكة المتحدة بين 16 و18 أيلول/سبتمبر الحالي. وانتشر بالتزامن مع ذلك مقطع فيديو ظهر فيه الرئيس الأميركي وهو يتقدّم الملك تشارلز الثالث خلال استعراض لحرس الشرف، فزعم رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنّه "خالف بروتوكول" الزيارة مرتكباً بذلك خطأ دبلوماسياً. لكنّ الأمر ليس كذلك، فالرئيس الأميركي تصرّف بما يتوافق مع التقاليد بحسب ما أكّده خبراء في البروتوكول الملكي لوكالة فرانس برس.

يبدو في الصورة ترامب وهو يرافق عنصراً من حرس الشرف فيما يمشي الملك تشارلز خلفه.

أثار هذا المشهد موجة من الانتقادات فعلّق الناشرون بالقول إن الرئيس الأميركي خالف البروتوكول الملكي بتصرّفه.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 25 أيلول/سبتمبر 2025 عن موقع فيسبوك

حصدت المقاطع آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبلغات عدّة منها  الإنكليزية  والألمانية  والإسبانية  والبولندية والسلوفاكية.

تصرّف يستوفي السلوكيات

ولكن على عكس ما جاء في المنشورات، فإن دونالد ترامب لم يخالف البروتوكول خلال زيارته.

فبحسب الخبراء الذين تواصل معهم صحافيو خدمة تقصي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، تصرّف الرئيس الأميركي بموجب السلوكيات التي يقوم بها رئيس دولة في المملكة المتحدة خلال حدث منظّم بعناية.

فمن رحلة على متن عربة تجرّها الأحصنة إلى عرض جوي وعشاء رسمي في قلعة ويندسور التي يعود تاريخها الى قرابة ألف عام، قدّمت بريطانيا أفضل ما لديها على الصعيد البروتوكولي لمجاملة الرئيس البالغ 79 عاماً.

وأصبح ترامب المعروف عنه إعجابه بالعائلة الملكية البريطانية، أول رئيس يقوم بزيارتي دولة إلى المملكة المتحدة. وتضمّنت زيارته استقبالاً حافلاً، واستعراضاً ضخماً غير مسبوق لحرس الشرف بمشاركة 1300 عنصر و120 حصاناً، وموكباً لعربات تجرها الخيول عبر أرجاء قلعة ويندسور، واستعراضاً جوياً، ومأدبة رسمية.

وكان الاستقبال العسكري المخصص لترامب هذا العام، الأكبر في أي زيارة دولة خلال التاريخ المعاصر، ويفوق ما خصصته الملكة إليزابيث الثانية لترامب خلال ولايته الأولى في 2019. 

Image
دونالد ترامب في قصر وينسور في 17 أيلول/سبتمبر 2025 (JONATHAN BRADY)

وبعد جولة بعربة الجياد في حدائق القصر دُعي دونالد ترامب لاستعراض ثلاثة أفواج في حرس الشرف في باحة القصر. ورافق المقدّم  ستورم غرين وهو ضابط رفيع، ترامب في هذه الجولة. وتصرّف غرين بالطريقة المناسبة بحسب ما قاله المؤرخ والمعلّق رافي هيدل مانكو المتخصص بالشؤون الملكيّة البريطانيّة وتقاليدها. (أرشيف)

وشرح مانكو "عندما يتفقّد رئيس الدولة حرس الشرف يتقدّم أولاً" وأضاف "ذلك أنّ الملك يدعوه لقيادة مهمّة التفقّد ويكتفي بمرافقته". باختصار فإن ترامب لم يخالف البروتوكول بل عمل بموجبه.

وأيّد الخبير في الشؤون الملكيّة ريتشارد فيتزويليامز كلام مانكو بالقول "أفسح الملك تشارلز المجال لضيفه للمرور لتفقّد الفصائل وجرى الأمر بالشكل اللازم تماماً كما الجانب الاحتفالي للزيارة الرئاسية". (أرشيف)

تقليد

لم يكن دونالد ترامب الرئيس الوحيد الذي تفقّد حرس الشرف فقد سبقه إلى ذلك رؤساء عدّة. سلفه جو بايدن مثلاً شارك في استعراض مماثل في تموز/يوليو 2023. (أرشيف)

وقام بذلك أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة رسميّة إلى المملكة المتحدة في تموز/يوليو 2025 (أرشيف). وعلى غرار نظيره ترامب، استُقبل ماكرون في ويندسور قبل مقابلة رئيس الوزراء كير ستارمر كما وتفقّد حرس الشرف.

وانتُقد الرئيس الفرنسي آنذاك بنفس الطريقة فاتهمه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا وبريطانيا بمخالفة التقاليد.

أما ترامب، فليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها لانتقادات في هذا الصدد، فعام 2018 أيضاً وجّهت إليه انتقادات لأنّه تقدّم الملكة إليزابيث خلال الحدث نفسه. (أرشيف)

Image
الرئيس إيمانويل ماكرون والملك تشارلز الثالث خلال تفقّد حرس الشرف في قصر ويندسور في الثامن من تموز/يوليو 2025 (JAIMI JOY)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا