هذا الفيديو لا يظهر الفيضانات الأخيرة في باكستان بل هو مصوّر في تركيا سنة 2021

تسبّبت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في باكستان بمقتل 400 شخص على الأقل وفقدان أكثر من 150 آخرين في شمال البلاد، الأسبوع الماضي. وقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لهذه الفيضانات. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يصوّر فيضانات في تركيا عام 2021. 

يظهر الفيديو سيولاً جارفة في مجرى نهرٍ وسط منطقة سكنيّة. وجاء في التعليقات المرافقة أنّ المشاهد مصوّرة في باكستان خلال الفيضانات الأخيرة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 آب/أغسطس 2025 عن موقع فيسبوك

وأدّت الأمطار الغزيرة التي بدأت تتساقط في 14 آب/أغسطس 2025 إلى فيضانات وارتفاع منسوب المياه، وسيول وحليّة جرفت قرى بأكملها واحتجزت العديد من السكان بين الأنقاض في شمال البلاد الجبلي.

وعمل عناصر الإنقاذ والسكان على انتشال عشرات الجثث العالقة تحت الأنقاض حيث قضى خلال أسبوع نحو 400 شخص 350 منهم في إقليم خيبر بختونخوا الجبلي المحاذي لأفغانستان، وقضى الآخرون في شمال البلاد.

وسجّلت  سيول وحليّة وانزلاقات تربة وفيضانات مباغتة في محافظات باتاغرام وبونر المجاورتين إلى الشمال وباجور ولوير دير إلى الغرب.

وتحمل الأمطار الموسمية في جنوب آسيا حوالي ثلاثة أرباع كمية الأمطار السنوية، وهي ضرورية للزراعة والأمن الغذائي لكنها تجلب الدمار أيضا.

والفيضانات وانزلاقات الأتربة أمر شائع خلال موسم الأمطار الذي يبدأ عادة في حزيران/يونيو ويستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر.

فيديو قديم من تركيا

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بفيضانات باكستان. 

وسرعان ما تعرّف إليه صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس إذ انتشر قبل سنتين في سياقٍ مضلّل آخر. 

وأظهر تقرير نشرته فرانس برس في أيلول/سبتمبر 2023 أنّ الفيديو منشورٌ في حساب مواطن تركيّ بتاريخ 12 آب/أغسطس من سنة 2021.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 أيلول/سبتمبر 2023 عن موقع إنستغرام

وفي حديث مع وكالة فرانس برس آنذاك، أكد المصور أنه هو من التقط هذا الفيديو لنهر إيزين في منطقة بوزكورت.

وفي شهر آب/أغسطس من سنة 2021، تسبّبت أمطار غزيرة بفيضانات هائلة وانهيارات ترابية في شمال تركيا.

ففي بوزكورت، على سبيل المثال، انهار مبنى سكني مؤلف من ثمانية طوابق أقيم على ضفاف نهر إيزين.

وأظهرت مقاطع فيديو صورها ناجون كيف غمرت مياه إيزين شوارع بوزكورت في غضون دقائق قليلة، مما أدى إلى جرف السيارات وإشارات المرور.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا