هذا الفيديو ليس لاستهداف منشأة فوردو الإيرانيّة بل هو من سوريا قبل أشهر

شنّت الولايات المتحدة ضربات غير مسبوقة الأحد على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي نطنز وفوردو وأصفهان، بعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب إسرائيل في الحرب التي بدأتها في 13 حزيران/يونيو. في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، زعم ناشروه أنّه يصوّر لحظة ضرب منشأة فوردو واندلاع النيران فيها. إلا أنّ الفيديو يصوّر في الحقيقة غارات إسرائيليّة على مواقع عسكريّة في سوريا قبل أشهر.

يصوّر الفيديو كتلة ناريّة ضخمة تخلّف انفجاراً في السماء ليلاً. ومما جاء في التعليقات المرافقة "قنابل B-2 الأمريكية تمحو منشأة فوردو بضربة هائلة…".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 حزيران/يونيو 2025عن موقع فيسبوك

الولايات المتحدة تضرب مواقع نووية رئيسية في إيران

حصد الفيديو على تفاعلات واسعة مع بدء انتشاره بعد  استهداف غارات أميركية ثلاثة مواقع نووية رئيسية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي موقع محصن تحت الأرض على عمق يقارب 90 مترا.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن منشآت التخصيب النووي في طهران "دُمّرت بالكامل" بعد سلسلة ضربات أميركية غير مسبوقة الأحد، اعتبرتها طهران تجاوزًا لـ"الخط الأحمر" من قبل واشنطن وحليفتها إسرائيل التي تواصل استهداف أراضي الجمهورية الإسلامية من اندلاع الحرب بينهما قبل عشرة أيام.

وحذّر الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة الأحد من أن "عدوان اليوم من النظام الإرهابي الأميركي دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، إلى استخدام خيارات خارجة عن فهم وحسابات الجبهة المعتدية"، مؤكداً أنه "يجب على المعتدين على هذه الأرض أن يتوقعوا ردودا تجعلهم يندمون".

ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بهذه المنشآت، وما اذا كانت الضربات قد أسفرت عن وقوع إصابات.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عدم رصد أي زيادة في مستويات الإشعاع قرب المواقع، فيما أعلن مديرها العام رافايل غروسي عن عقد "اجتماع طارئ" الاثنين.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن إطلاق 40 صاروخاً على إسرائيل، ما تسبب في أضرار جسيمة وإصابة 16 شخصا بحسب خدمات الطوارئ الإسرائيلية.

وعقب الهجوم الأميركي، رفعت إسرائيل مستوى التأهب، وأعلن الجيش عن سلسلة جديدة من الضربات في إيران.

فيديو من سوريا

إلا أنّ الفيديو قدم لا شأن له بكلّ ذلك.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه، يظهر أنّه منشور قبل أشهر، في 16 كانون الأول/ديسمبر 2024، ما ينفي أي علاقة له بالأحداث الحاليّة.

ونشرت الفيديو مواقع إخباريّة (1، 2، 3، 4، 5) (أرشيف 1، 2، 3، 4، 5)، مشيرة إلى أنّه يصوّر انفجارات ضخمة في مدينة طرطوس السورية بعد هجمات إسرائيلية على مواقع عسكريّة.

ويومذاك، استهدفت غارات إسرائيلية مكثفة مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية مسببة حالة هلع واسعة بين السكان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وصحافي في وكالة فرانس برس.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "18 غارة" على "مواقع استراتيجية في الساحل السوري"، واصفً إياها بأنها "الأعنف منذ العام 2012".

وقال المرصد إن الغارات طالت "اللواء 23 للدفاع الجوي"، بالإضافة إلى "مستودعات صواريخ أرض-أرض ودفاعات جوية" و"قواعد صاروخية" ومواقع أخرى في المنطقة.

وجاءت هذه الضربات ضمن سلسلة غارات استهدفت المقدرات العسكرية السورية بعد سقوط حكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا