المنشورات المتداولة عن عجز الآلات الحديثة عن رفع تمثال رمسيس الثاني من منطقة ميت رهينة قرب القاهرة غير صحيحة

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما في مصر صورة لتمثال ممدّد على الأرض قيل إنّها تُظهر تمثالاً ثقيلاً للملك رمسيس الثاني لم تُفلح الآلات الحديثة في رفعه من مكانه فبنت السلطات متحفاً حوله. لكن هذا الادّعاء غير دقيق، بحسب خبراء.

 تُظهر الصورة ما يبدو أنّه رأس تمثال ممدّد على الأرض.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر تمثالاً ثقيلاً للملك رمسيس الثاني، الذي حكم مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

ووفقاً للتعليقات لم يتمكّن علماء الآثار باستخدام الآلات الحديثة من نقل التمثال من مكانه بسبب ثقله، فقررت السلطات بناء متحف حوله.

حصل هذا المنشور على مئات المشاركات وآلاف التعليقات والتفاعلات في الأشهر الماضية، وهو واحد من عشرات أو مئات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتغنّى بالحضارة المصريّة القديمة، ومن بينها منشورات كثيرة تنطوي على مبالغات أو أخطاء أو أكاذيب.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السابع من حزيران/يونيو 2025 من موقع فيسبوك

ماذا يظهر في الصورة؟

وفقاً لخبراء آثار استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس، ما يظهر في الصورة هو بالفعل تمثال كبير للملك رمسيس الثاني عُثر عليه في منطقة ميت رهينة في محافظة الجيزة عام 1820. والتمثال معروض بالفعل في متحف ميت رهينة.

وهو واحد من تمثالين عُثر عليهما آنذاك، رمّم الآخر ونُقل إلى ميدان رمسيس بوسط القاهرة، ثم نُقل مرة أخرى إلى الموقع الحالي للمتحف المصري الكبير"، ما يدحض الحديث عن عجز الآلات عن رفع هذا الحجم من التماثيل، بحسب الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري.

لماذا بقي هذا التمثال مكانه إذاً؟

يقول مصطفى وزيري لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس "عُثر على هذا التمثال مستلقيًا على وجهه في حفرة مليئة بالطين والماء، لكنه كان متضررًا من أسفل الركبتين بشكل كبير"، وهذا سبب إبقائه في مكانه "تجنّباً لمزيد من الأضرار (..)  وليس نتيجة عجز في رفعه".

وكان التمثال يتضرر سنويًا بسبب فيضان النيل، ما دفع السلطات عام 1985 لبناء أول متحف مكشوف لحمايته، بحسب المصدر.

ويؤيّد ذلك عضو جمعية الأثريين المصريين  تامر المنشاوي، ويقول لوكالة فرانس برس "أبقي التمثال مكانه بسبب ضعف حالته وليس لعجز تقنيّ".

ويشير المنشاوي إلى أن قرار إنشاء المتحف المكشوف لم يكن فقط لحماية التمثال، بل أيضًا لعرض مجموعة نادرة من الآثار المكتشفة في ميت رهينة، منها تماثيل للإلهين المصريّين القديمين بتاح وحتحور، وآثار تعود لعصر الدولة الحديثة (النصف الثاني من الألفيّة الثانية قبل الميلاد) والعصر المتأخر (الألفيّة الأولى قبل الميلاد).

وكانت ميت رهينة (واسمها القديم منف) عاصمة مصر القديمة ومركزًا دينياً هاماً وتضمّ معابد وقصور ملكيّة وآثاراً تعود لأكثر من أربعة آلاف عام، وفقاً للمصدر.

وفي السنوات الماضية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات كثيرة غير صحيحة عن الحضارة المصريّة القديمة، أصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تقارير فنّدت الكثير منها، على غرار منشورات تزعم أنّ أحجار الهرم الأكبر صُنعت يدوياً، أو أن مصر القديمة عرفت المصابيح الكهربائيّة منذ القدم، أو - أغربها على الإطلاق - وصول المصريين القدماء إلى كوكب المريخ قبل آلاف السنوات.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا