الفيديو المتداول للشيخ حكمت الهجري وهو يدعو للتعاون مع السلطات السوريّة الجديدة يعود لكانون الأول/ديسمبر 2024

عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء رفع العقوبات عن سوريا ولقائه برئيسها الانتقالي أحمد الشرع في الرياض، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه لتصريح حديث للزعيم الروحي الدرزي حكمت الهجري، المعروف بمواقفه المنتقدة لأداء السلطات السوريّة الجديدة، وهو يشيد بالشرع، في ما يوحي بأن التصريح يشكّل انعطافة في موقفه بعد اكتساب الشرع دعماً أميركياً. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فهذا الفيديو الذي يدعو فيه الهجري للتعاون مع السلطات الجديدة يعود لغداة سقوط حُكم عائلة الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.

يظهر في الفيديو الشيخ حكمت الهجري، أحد الزعماء الروحيين لطائفة الدروز في سوريا، وهو يقول "في ما يخصّ الإدارة الجديدة وأخانا أحمد الشرع (..) هناك تواصل، وتبادل لوجهات النظر، وأنا أرى أن وجهات نظرنا كانت متوافقة مع الإدارة الجديدة".

وجاء في التعليقات المرافقة أن كلام الهجري حديث، وأنّه يشكّل انعطافة في موقفه بعد إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا وبعد لقائه بالشرع في الرياض.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 16 أيار/مايو 2025 من موقع فيسبوك

ففي الأسابيع الماضية، صدرت عن الهجري مواقف منتقدة لأداء السلطات الجديدة كان أقساها في مطلع أيار/مايو الماضي عقب اشتباكات دامية ذات طابع طائفيّ وقعت في منطقتي جرمانا وصحنايا، حيث يتركّز حضور كبير للسكان من طائفة الدروز، في محيط دمشق.

ووصف الهجري حينها ما شهدته المنطقتين بأنه "هجمة إبادة غير مبررة"، و"قتل جماعي ممنهج"، مطالباً بتدخّل قوّات دوليّة لحفظ السّلم، وهو ما ندّدت به دمشق.

فعقب انتشار تسجيل صوتي نُسب إلى شخص درزي يتضمن إساءات للنبي محمّد، تعذر على وكالة فرانس برس التحقق من صحته، اندلعت اشتباكات أسفرت في المنطقتين عن مقتل 30 عنصراً من قوات الأمن ومقاتلين تابعين لوزارة الدفاع، في مقابل 15 مسلحاً درزياً ومدني واحد، ثم تلا ذلك خطوات واتفاقات أدّت إلى التهدئة. واعتُبر موقف الهجري الأكثر حدّة ضدّ دمشق مقارنة بغيره من القادة الدروز السوريين.

ومع رفع العقوبات عن سوريا الثلاثاء ولقاء ترامب بالشرع وإشادته به، جرى تداول هذا الفيديو على أنّه يُظهر انعطافة في موقف الهجري.

لكن هذا الادّعاء غير صحيح.

فالتفتيش عن الفيديو، باستخدام كلمات مفتاحيّة ممّا ورد فيه، يُظهر أنّه منشور في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ما ينفي أن يكون بعد رفع العقوبات ولقاء ترامب والشرع، ملثما ادّعت المنشورات.

ونُشر الفيديو تحديدًا في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر 2024، وهو من مقابلة أجرتها قناة الجزيرة القطريّة مع حكمت الهجري بعد أيام على فرار بشار الأسد من دمشق. (أرشيف).

وبعد الإعلان عن رفع العقوبات، أصدر الشيخ الهجري بياناً رحّب فيه بالقرار ووصفه بأنّه "تحرّر جديد من آثار النظام البائد"، داعياً في الوقت نفسه إلى "وقف الانتهاكات والتخوين والتكفير" وبناء "سوريا واحدة مدنيّة". (أرشيف).

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا